|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الدرس من سفر الجامعة واضح وهو أن العالم بكل ما فيه، كل ما “تحت الشمس” لا يُمكن أن يُعطي الإنسان الفرح الحقيقي ولا المعنى لوجوده؛ لذا يحرضنا الكتاب صديقي المؤمن: «فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ... اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ» (كولوسي٣: ١، ٢). لم يستطع سليمان بكل ما كان عنده أن يكتشف معنى الحياة، لكن بولس استطاع أن يقول: «لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ» (فيلبي١: ٢١). تميزت أواخر حياة سليمان بالكآبة أما بولس فقد كان فرحًا حتى في أصعب الظروف (فيلبي١: ٣، ١٨؛ ٢: ١٨؛ ٤: ١، ١٠). لم يصل سليمان في كل حكمته للإجابة عن السؤال «أين تذهب روح الإنسان بعد موته؟» (٣: ٢١)، لكن في نور العهد الجديد استطاع بولس أن يقول: «لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا» (فيلبي١: ٢٣). وفي النهاية، أضع أمامك صديقي التحريض الختامي في السفر الموجه لنا كشباب «فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ» (١٢: ١)، وكأنه يقول إن أكثر فترات العمر التي نحتاج فيها للعلاقة مع الرب هي أيام الشباب. أيام الشباب هي أيام البحث وإعمال الفكر، تحديد الاتجاهات ورسم المستقبل، الصحة والطموح، نعم إنها أوقات تستحق أن تُستغَل أفضل استغلال. ولنصلِّ ألا نسلك فيها في طرق قلوبنا وبمرأى عيوننا (١١: ٩)، لكن لنكن في طرق الرب كما فعل داود (٢صموئيل٢٢: ٢٢)، ولنعطي الأفضل لمن أعطانا نفسه وأُعطانا معه كل شيء. |
|