|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
والثَّانِيَةُ مِثلُها: أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ" "حُبَّكَ لِنَفْسِكَ" فتشير الى اقتباس من سفر الاحبار " أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ:" (الأحبار 19: 18). محبة النفس ليست إثما لان المسيح جعلها قياس محبتنا للقريب ولكنها تكون إثما إذا قادتنا الى اهمال واجباتنا لله وللناس. وتقتضي محبتنا للقريب خير جسده ونفسه مع إكرامه واعتباره اللائق واجتناب كل ما يؤذيه او يظلمه فرحين مع افراحه باكين مع بكائه كما جاء في تعليم بولس الرسول (رومة 12: 15). وهكذا "حب القريب كنفسك" لا تشير الى توصية حب النفس أولا للوصول الى محبة القريب بعدئذ، او بالقدر نفسه، إنَّما تشير الى انه يجب حبَّ القريب حبا تاما، بكل القلب أي محبة لا حدود لها، وغير مشروطة، تُلزم الانسان كله. وهنا نتذكر القاعدة الذهبية "فكُلُّ ما أَرَدْتُم أَن يَفْعَلَ النَّاسُ لكُم، اِفعَلوهُ أَنتُم لَهم" (متى7: 12). ويوضح بولس الرسول ذلك بقوله " لأَنَّ تمامَ الشَّريعةِ كُلِّها في هذهِ الكَلِمةِ الواحِدة: أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ " (غلاطية 5: 14). ويضيف انجيل مرقس على لسان أحد الكتبة الذي حاور يسوع: ((أَحسَنتَ يا مُعَلِّم، لقد أَصَبْتَ إِذ قُلتَ: إِنَّه الأَحَد ولَيسَ مِن دونِه آخَر، وأَن يُحِبَّه الإِنسانُ يِكُلِّ قلبِهِ وكُلِّ عَقلِه وكُلِّ قُوَّتِه، وأَن يُحِبَّ قَريبَه حُبَّه لِنَفْسِه، أَفضَلُ مِن كُلِّ مُحرَقَةٍ وذبيحَة" (مرقس12: 33). لم يسأل الكاتب عن الوصية الثانية لكن يسوع انتهز الفرصة ليُعلمه الشريعة كلها. |
|