رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَهَا أَفْوَاهٌ وَلاَ تَتَكَلَّمُ. لَهَا أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُ [5]. يتعجب المرتل كيف يمكن لإنسان أن يعبد صور خرساء وعمياء، وتبقى هكذا على الدوام. يدهش القديس أغسطينوس من الوثنيين الذين يكرمون الأصنام ويعبدونها، وينسبون لها سلطانًا، مع أن الإنسان الفنان صانعها أفضل وأسمى منها. الحيوانات حتى الضارة منها مثل الفئران والحيات فيها نسمة حياة لا توجد في الأصنام. والإنسان الميت وإن كان غير حي، لكنه يومًا ما كان حيًا، أما الأصنام فلم تعرف الحياة! * صانع (الأصنام) نفسه أعظم منها، إذ قام بصبها وأوجدها بعمل أطراف جسمه، ومع هذا فأنت تخجل من أن تعبد الصانع (الفنان)، مع أنك تفعل ما لا تستطيع هي أن تفعله. حتى الحيوان يسمو عليها، إذ قيل: "لا تصرخ بحناجرها"... كيف أن الفئران والحيات وكل الحيوانات التي من نفس النوع أفضل منها، وهي تدين أصنام الوثنيين... يتحرك الإنسان بنفسه لكي يُرعب حيوانًا حيًا ويطرده عن إلهه، ومع هذا يعبد هذا الإله العاجز عن الحركة، كما لو كان صاحب سلطان... حتى الإنسان الميت يسمو على هذا الإله، الذي لم يعش وليس هو حي. * مع أن الإنسان يصنع آلهته، إلا أن يصير أسيرًا لها، وذلك بمجرد قبوله التبعية لها بتعبده لها... فما هي الأصنام سوى أشياء لها أعين ولا تبصر، كما يقول الكتاب المقدس؟ القديس أغسطينوس |
|