|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَيَكُونُ هَذَا سَلاَمًا. إِذَا دَخَلَ أَشُّورُ فِي أَرْضِنَا، وَإِذَا دَاسَ فِي قُصُورِنَا نُقِيمُ عَلَيْهِ سَبْعَةَ رُعَاةٍ وَثَمَانِيَةً مِنْ أُمَرَاءِ النَّاسِ [5] الآيتان 5 و6 عبارة عن قطعة شعرية ذات عشرة أبيات تصور الغزو الآشوري الذي به يُقام عدد من الأمراء الوطنيين في مواجهته، سبعة رعاة وثمانية أمراء، فيرتد الغازي إلى بلاده خائبًا. هؤلاء الأمراء يتحدون معًا ليظهر رئيس واحد يخلص من أشور. يدعى السيد المسيح "السلام" (أف 2: 14)، حيث يحقق السلام بين الإنسان والآب، كما يهب سلامًا للنفس مع الجسد، وسلامًا بين البشر، كما بين الأمم. يرى القديس هيبوليتس أن أشور هما يشير إلى ضد المسيح. كانت أشور أخطر عدو في ذلك الحين، وهي هنا تُشير إلى إبليس، عدو الخير، المقاوم لكنيسة المسيح، لكن عدو الخير حتمًا سينهزم، وتكون النصرة لكنيسة المسيح. من هم السبعة رعاة والثمانية أمراء الذين يقيمهم الملك الجديد من الناس؟ يُشير رقم 7 إلى الكمال في هذا العالم، ويُشير رقم 8 إلى الدخول في ما وراء الزمن والعبور إلى الأبدية. وكان خدام المسيح يليق بهم ان يكونوا رعاة كاملين في الرب، وملوكًا سماويين لا يسحبهم مجد العالم وغناه. أما ناموسهم فهو "السلام الإلهي"، إذ يكون الرب نفسه سلامهم. لقد قال السيد المسيح: "سلامًا أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أنا أعطيكم. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" (يو 14: 27). لا يكف عدو الخير عن أن يقتحم بكل وسيلة أرضنا الداخلية، لكي يغتصبها له، فتصير مملكة الظلمة عوض مملكة النور. إنه يود أن يدوس في قصورنا، فينجس قلوبنا التي هي هيكل الله وروح الله ساكن فيها. فالحرب قائمة بين الله وإبليس، وأرض المعركة هي أعماقنا الداخلية، فإن قبلنا رعايته حتمًا نتمتع بغلبته. لقد صور لنا إشعياء النبي عمل هذا الملك الراعي ورعايته خلال خدامه فقال: "هوذا بالعدل يملك ملك، ورؤساء بالحق يترأسون، ويكون إنسان كمخبأ من الريح" (إش 32: 1-2). وكأن هذا الملك السماوي الذي صار إنسانًا قد فتح لنا جنبه كي نختبئ فيه عندما تهيج رياح وعواصف إبليس علينا! هو حصننا الحصين، وملجأ لنا وسط التجارب. يرى ثيؤدورت أسقف قورش في تفسيره إشعياء (إش 32: 1) أن هذا النص لا ينطبق على حزقيا أو يوشيا أو زربابل. [يلزم للشخص أن يفهم الملك أنه المسيح سيدنا، والأمراء الرسل القديسين ومن خلفوهم، إذ سيموا لتوجيه الكنائس. أعلن الطوباوي داود عنهم: "عوضًا عن آبائك يكون بنوك تقيمهم أمراء في كل الأرض" (مز 45: 16)]. * يبدو ليّ أنه يُشير إلى الرسل، الذين صاروا معلمين فيها (في الكنيسة). وبوصف سلطانهم وقوتهم ومجدهم يقول: "تقيمهم أمراء في كل الأرض" (مز 45: 16)... لتتذكروا أن الرسل جالوا في العالم كله، وصاروا أمراء أكثر سيادة من كل الحكام الآخرين، وأكثر سلطانًا من الأباطرة. فالأباطرة لهم سلطانهم وهم أحياء ولكن إذ يموتوا لا يكون لهم بعد، أما الرسل فلهم سلطان وهم أحياء، تزايد بالأكثر عند موتهم. وبينما قوانين الأباطرة لها قوتها داخل حدود بلادهم، فإن أوامر صيادي السمك تمتد إلى كل موضع في العالم. لا يقدر الإمبراطور الروماني أن يصدر قوانين للفارسيين، ولا الفارسيون للرومان، بينما هؤلاء الفلسطينيين شرعوا قوانين للفرس والرومان وأهل تراثيا والسكيثيين والهنود والمغاربة وكل العالم. قوانينهم بقيت بقوتها ليس فقط حينما كانوا أحياء، بل وبعد موتهم، والذين خضعوا لهم فضلوا أن يفقدوا حياتهم عن أن يرتدوا عن هذه القوانين. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|