عَرَّفتُهم بِاسمِكَ وسأُعَرِّفُهم بِه لِتَكونَ فيهمِ المَحبَّةُ
الَّتي أَحبَبتَني إِيَّاها وأَكونَ أَنا فيهِم
"سأُعَرِّفُهم بِه " فتشير إلى التعريف باسم الله الآب، وهذ التعريف بدأه الابن بتجسُّده وصليبه وسيمتد للأبدية.
فالله لا يُدْرَكْ كماله، لذلك أرسل المسيح الروح القدس ليرشد إلى جميع الحق (يوحنا 13:16) وإعلان محبة الله الفائقة المعرفة. ولم يزل المسيح يعرّف الناس باسم أبيه بواسطة إنجيليه ومُبشّريه وروحه القدوس العامل فيهم وبيهم.
وفي الواقع، يتابع جماعة الرسل والكنيسة متابعة إظهار معرفة الآب السماوي للبشر، وهي معرفة دائمة النمو. هذه المعرفة بأسرار الله يقدِّمها الابن، العارف وحده بكمال الأسرار الإلهية، إذ هو واحد مع أبيه كما جاء في إنجيل يوحنا "إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه"(يوحنا 1: 18).
فإنّ عمل يسوع لم ينته بعد؛ فهناك الموت والقيامة وفيهما يكتشف التلاميذ اسم الله وعمله، وهناك زمن الكنيسة الذي يبدأ بالصعود ويمتد حتى نهاية العالم. كما يصرّح يسوع "لقد عرَّفتهم اسمك بالإيمان، وسأجعله معروفًا بالعيان" (يوحنا 17: 26)