|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
«لِكَيْ يُبِيدَ بِٱلْمَوْتِ ذَاكَ ٱلَّذِي لَهُ سُلْطَانُ ٱلْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ» (عبرانيين ٢: ١٤) كان الدكتور سانجستر من أعظم الوعاظ الموهوبين الذين سمعتُهم، وكنت أتلذَّذ وأنا أسمعه يستخدم لسانه الفضي ليشهد لربه ومخلّصه. ولكن للأسف أصابه سرطان اللسان فامتنع عن الوعظ. وقبيل موته، في صباح أحد عيد القيامة، أشار لابنته لتناوله قلماً وورقة، فكتب: «مِن الأفضل أن تفقد لسانك مع احتفاظك برغبة ملتهبة لأن تصيح: المسيح قام! مِن أن يكون لك لسان بدون رغبة في أن تهتف له!». ولما كان المسيح هو الله الخالق، فقد أتانا بالحياة من العَدم. ولما كان هو الله المخلِّص فقد غلب الموت وجاءنا بالحياة من القبر، ولم يكن ممكناً أن يُمسك الموتُ رئيسَ الحياة! وقد كتب الرسول بولس لمؤمني كنيسة كورنثوس يقول: «ٱلْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ ٱلْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ حَسَبَ ٱلْكُتُبِ» (١كورنثوس ١٥: ٣ و٤). واليوم يستريح كل مؤمن صادق الإيمان إلى الحقيقة المجيدة أن المسيح مات لأجل خطاياه، ويهتف: «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ أَمَّا شَوْكَةُ ٱلْمَوْتِ فَهِيَ ٱلْخَطِيَّةُ، وَقُوَّةُ ٱلْخَطِيَّةِ هِيَ ٱلنَّامُوسُ. وَلٰكِنْ شُكْراً لِلّٰهِ ٱلَّذِي يُعْطِينَا ٱلْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ» (١كورنثوس ١٥: ٥٥-٥٧). الموت الذي أمات رئيس الموت لم يكن القصد من تجسُّد المسيح أن يموت من أجل خطيتي وخطيتك فحسب، بل أيضاً: «لِكَيْ يُبِيدَ بِٱلْمَوْتِ ذَاكَ ٱلَّذِي لَهُ سُلْطَانُ ٱلْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ» (عبرانيين ٢: ١٤). وكما استخدم داود سيف جليات وقطع به رأسه، أخذ المسيح سلاح الموت الخاص بالشيطان، واستخدمه ليهزم الشيطان تماماً. فالمسيح هو المحرر الحقيقي للبشر، وهو المخلّص الواحد الوحيد الذي يستطيع أن يحرر الناس من قيودهم الروحية وموتهم الأبدي اللذين يريدهما الشيطان للبشر جميعاً، رغم أن الله خلقهم على صورته. لقد أخذ المسيح جسداً حقيقياً من لحم ودم وعظام وفيه هزم الشيطان والموت وقام من القبر، وبه صعد إلى السماء فصار سابقاً لنا (عبرانيين ٦: ٢٠). ولأول مرة دخل السماء جسدٌ كامل بلا خطية. وبموته على الصليب فتح الطريق لنا لنتبعه فيه. هللويا! وصية الذي مات ما أروع أن ندرك أن المسيح سابقٌ ورائدٌ لنا إلى السماء، فنتبعه في موكب نصرته. ومن الرائع أن نعرف أن المسيح الذي أحب خاصته وعد قبل موته إنه بعد صعوده للسماء سيرسل الروح القدس ليحل على المؤمنين، وقال: «مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ ٱلْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». «قَالَ هٰذَا عَنِ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ» (يوحنا ٧: ٣٨ و٣٩). «أَنَا مَاضٍ إِلَى ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي» (يوحنا ١٦: ٥) «أَطْلُبُ مِنَ ٱلآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ» (يوحنا ١٤: ١٦ و١٧). «خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لا يَأْتِيكُمُ ٱلْمُعَزِّي(بمعنى: الذي يعطي قوة) وَلٰكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. ذَاكَ يُمَجِّدُنِي» (يوحنا ١٦: ٧ و١٤). |
|