رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وينبغي لنا الآن أن نبحث باختصار المنفعة التي يجدها الأب من ”الإفراز“، في ممارسة التعليم، وأحد الفوائد المهمة للإفراز، يكمن في تعليم الإخوة أفضل طريقة للفهم والتصرُّف مقابل التجارب التي تعرض لهم؛ وهذا يتضمَّن توجيه نظر الإخوة إلى الاتجاهات المؤذية أو الخاطئة. [سأل أحدهم الأب بيمن كيف تحارب الشياطين ضدَّه. فأجاب: ”هل تحاربك الشياطين؟ إنها لا تحاربنا طالما كنا نعمل بحسب مشيئتنا الخاصة؛ لأن أهواءنا الخاصة أصبحت هي الشياطين التي تحاربنا وتُزعجنا، لكي نرضيها. إن أردت أن تعرف مَنْ هُم الذين تحاربهم الشياطين، فاعلم أنها إنما تحارب أنبا موسى وأمثاله“.] (بيمن 67) هنا يُقنَع الأخ بعدم جدوى التركيز كثيراً على ما يعمله الشياطين مقابله. فاجتهاده أن يغلب مشيئته الخاصة هو الأمر الأكثر أهمية. والحرب مقابل الأفكار، هي موضوع ذو أهمية كبيرة في الأقوال. فالإفراز، بلا شك، يتضمَّن قدرة الأب على التفريق بين مختلف الإمكانيات الروحية لدى مختلف الناس، والتعامل مع تجاربهم بالطريقة المناسبة. والأمر يبدأ حين يسأل الأخ عما إذا كان أي شخص يحاربه فكر شرير يتنجَّس أم لا. البعض يقولون ”نعم“، بينما البعض الآخر يقولون ”لا“، وأن المهم ليس هو عدم التعرُّض للتجربة، بل هو عدم إتيان الفعل الخاطئ الذي يحرِّضنا الفكر عليه. والإكليل الذي يتوقَّع الراهب أن يحظى به بعد أي تجربة هو مكافأة لنجاحه في الجهاد مقابل هذه التجربة. وفي حالة مُعيَّنة، قد يطلب الأخ من أبيه أن لا يصلِّي من أجل أن تُرفع عنه التجربة: [إنني أعلم، يا أبي، أنني أعاني، ولكن معاناتي هذه تأتيني بثمرٍ وفير؛ ولهذا أتضرَّع إلى الله أن يعطيني قدرة على احتمالها] [5]. وحتى في إعطاء توجيهٍ مثل هذا، فإنه من الخطر أن يعطيه الأب بصفة عامة، لكن ينبغي له أن يستخدم الإفراز في مواجهة حاجات وإمكانيات تلاميذه المختلفة. |
|