ذاك الذي رغب أن يُشوي بأتعاب آلامه في بشريته يقوتنا بخبز لاهوته، إذا يقول: "أنا هو الخبز الحي النازل من السماء" (يو 6: 51). وهكذا أكل سمكًا مشويًا مع خبز لكي يظهر لنا بهذا الطعام أنه حمل آلامه في بشريته، وقدم لنا طعامًا بلاهوته[66].
تكريم الابن فيه تكريم للآب، إنه لا يُنقص من لاهوته[67].
نعم داود النبي أيضًا، حسب تفسير العظيم بطرس إذ تطلع إليه قال: "لا تترك نفسي في الهاوية، ولا تدع قدوسك يرى فسادًا" (مز 16: 10؛ أع 2: 27، 31). فإن لاهوته - قبل تجسده وعندما تجسد وبعد آلامه - غير قابل للتغير كما هو، بكونه في كل الأوقات كما كان بالطبيعة وسيبقى كما هو إلى الأبد. لكنه إذ أخذ الطبيعة البشرية كمل اللاهوت التدبير لصالحنا بنزع النفس إلى حين من الجسم، ولكنه بدون إن ينفصل اللاهوت عن إحداهما، هذان (النفس والجسم) اللذان كانا مرة متحدين، وإذ يضم العنصرين مرة أخرى اللذين انفصلا يعطى لكل الطبيعة البشرية بداية جديدة ومثالاً لما سيحدث في القيامة من الأموات، بأن يحمل كل الفاسدين عدم الفساد، وكل المائتين عدم الموت[68].