إنَّ جمال يسوع فريداً كحُلم لا يُفسر أو كفكر سماويّ لا يُعبّر عنه! لا يُنسخ بقلم كاتب! أو يتجسّد بريشة فنان! ولا يتجسّم على رخام بأزميل النحات! جمال يسوع لم يكن في شعره المسترسل الذهبيّ، بل في هالة الطُهر المُحيطة به، ولم يكن في عينيه الجميلتين، بل في النور المنبعث منهما..
وإذا ظهر بثيابه البيضاء تشعر وكأنَّ أشعة قمرية قد انبثقت، وصوته ألحان سماوية خلت نغماتها من النشاز، فالكلام العذب كان ينساب من شفتيه، مثلما تتساقط قطرات الندى على تيجان الزهور، ووجهه، ومن يا تُرى يستطيع أن يصف وجهاً، يُعلن في كل دقيقة سراً من أسرار الله، هل يكفي أن نصفه قائلين: إنَّه " أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ بَنِي الْبَشَر؟ِ " (مز2:45).