رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مشتهى كل الأمم - إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس، بنفسي اشتهيتك في الليل
في البداية وعند الخلق، خلق الله الإنسان على شبهه وصورته، وأعطاه كل السجايا الجديرة باللاهوت في أعماق كيانه، بحيث أن الإنسان لا يرتاح إلا في الله وحده، لأن الصورة والشبة لا تعيش إلا في مواجهه من أبدعها، فيظهر جمالها وتألقها، لأن مجد الله يكسيها كلياً، فيا لروعة طبيعتنا الإنسانية المتطبعة بالطابع الإلهي الحي !!! وعند السقوط تشوهت الصورة وضاع المثال وفقد الإنسان بهاء المجد، وتعرى من النعمة، ولكن تبقى هناك ملامح الله التي يستحيل أن تُمحى كلياً، لذلك يظل الإنسان يشعر بشهوة داخلية نحو الخير الأعظم والمثال الأعلى، لأن بطبيعة تكوينه يحن للأصل الذي نبت منه، لأنه خُلق بالمحبوب ولأجل المحبوب وفي المحبوب، لأن في المحبوب [ المسيح الرب ] كانت الحياة والحياة نور الناس، وكل شيء به كان وبغيره لم يكن شيئاً مما كان !!! ظلت البشرية – بعد السقوط – تفتقد رؤية الله وتشتهي أن تعرفه وتتحسس موضعها فيه، لأن الموت سرى في الكيان الإنساني، ولأن الموت غريب عن طبع الإنسان الذي به خُلق في الأصل، لأن الإنسان لم يُخلق للموت بل للحياة، فلذلك الموت يؤرقه ويحزن قلبه الذي كان أساساً خُلق للفرح والمسرة في حبيبه الخاص أي الله مصدر وجوده، أو القائم علية وجوده !!! ولكن الله وعد البشرية منذ السقوط بالخلاص، ولم يحرم البشرية من زيارات نعمة ليشع نور الإيمان في القلب ويهب رجاء حي للإنسان ليرجع إلى خالقه ويفرح ويمسك فيه لأنه سر خلاصه الأبدي، ونرى أول زيارة وإعلان للناس عند تأسيس البيت الأول، بيت إسرائيل، أو كما تُسمى كنيسة العهد القديم، أي شعب الله المختار مثال البيت الجديد الأعظم، أي الكنيسة المؤسسة على صخر الدهور بدم الحمل رافع خطية العالم، فأول زيارة واحتفال خص الطبيعة كانت هكذا : فهنا وفي موقف سيناء نجد احتفال يخص الطبيعة، وهناك ابتدأ يكلم الله شعبه الخاص الذي اختاره لأنه أقل جميع الشعب وأضعفهم، لأن هذا تمايز اختيار الله الدائم في كل الأجيال: [ بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء، واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود ] (1كو1 : 27 - 28) ؛ [ اسمعوا يا إخوتي الأحباء أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه ] (يعقوب2: 5) ] ولأن بالخطية صار الحكم [ ملعونة الأرض بسببك ] (تك3: 17)، [لأنه هكذا قال الرب صوت ارتعاد سمعنا خوف و لا سلام] (ار 30 : 5)، وصار بمشتهى كل الأمم أي بالمحبوب ربنا يسوع عمانوئيل [ فرح الأرض كلها بخلاص البشر، بمجيء المخلص ومشتهى الأمم إلى العالم ] حتى الملائكة هتفت قائله [ المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة (الإرادة الصالحة) (لوقا2: 14) ] وهذه هي زيارة العهد الجديد باستعلان وظهور الرب المُحيي، مشتهى كل الأمم فلنصغي بقلوبنا ونندهش ونأتي لمشتهى كل الأمم لنفرح ونبتهج : أحبائي – مشتهى كل الأمم أظهر نفسه وأعلن لنا مجده في ملء الزمان وفي احتفال زيجي عظيم [ و الكلمة صار جسدا و حل بيننا (فينا) ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الأب مملوءا نعمة و حقا (يو 1 : 14) ] ، [ هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل و أظهر مجده فآمن به تلاميذه (يو 2 : 11) ] ، [ و من ملئه نحن جميعا أخذنا، ونعمة فوق نعمة (يو 1 : 16) ] ، [ الذي به لأجل اسمه قبلنا نعمة ورسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم (رو 1 : 5) ] ، [ الذي به أيضاً قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون و نفتخر على رجاء مجد الله (رومية5: 2) ] ، [ ولكن ليس كالخطية هكذا أيضاً الهبة لأنه أن كان بخطية الواحد مات الكثيرون فبالأولى كثيرا نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين (رومية5: 15) ] ، [ لأنه إن كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد، فبالأولى كثيرا الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح (رومية5: 17) ] ، [ كما ملكت الخطية في الموت هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا (رومية5: 21) ] البشرية وكلنا سقطنا وصرنا تحت حكم الموت، ولم نعرف قط طريق النعمة التي فقدناها لأننا عشنا كل حياتنا متغربين عن الله تحت العبودية ومزلة الخطية، [ و لكن حين ظهر لطف مخلصنا الله و إحسانه لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية ] (تيطس3: 4 – 7) ، فصار لنا فرح عظيم [ فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب ] (لو 2 : 10)، هذا الفرح صار لنا بمشتهى كل الأمم الذي أظهر لنا الحياة [ فان الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا ] (1يوحنا1 : 2) فلنصغي لإشعياء النبي الذي يكلمنا عن أيامنا هذه والذي ظهر لنا مشتهى الأمم لندخل في سر شفاءه العظيم [ حينئذٍ تتفتح عيون العُمي، وآذان الصُم تتفتح، حينئذٍ يقفز الأعرج كالأيل (الغزال)، ويترنم لسان الأخرس، لأنه قد انفجرت في البرية مياه وأنهار في القفر ] (إش35: 5 ،6) فيا أحبائي هذا الموضوع يخص الخطاة بالدرجة الأولى، لأني عن نفسي افتخر بأني أنا الخاطي الذي أحبه يسوع، ومشتهاي هو الحبيب يسوع سر بري وخلاصي الأبدي الحلو الذي يعزيني باختياره للمزدرى والغير الموجود، لمحبته لخطاة الأرض، الفجار والأثمة الذين أولهم أنا .. أولهم أنا !!! فيا لسعادتي لأنه حيثما ازدادت الخطية ازدادت النعمة جداً وفاضت بغزارة، لتحول الخاطي لبار والفاجر لقديس، وهيكله كله مخصص لحضور الله، لأن استحقاقنا يعتمد على حمل الله رافع خطية العالم، لأن هو من وهب لنا خلاصه لأننا لا نقدر أن نفعل شيئاً ولا نستطيع أن نعيد أنفسنا للبهاء الأول ...
|
|