رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شاهد ماذا كتبت الصفحه الرسميه للجبهه السلفيه عن باسم يوسف !!! هناك مقولة أعجبتني تذكرتها الليلة ألا وهي ( ليس معنى أننا نعترف بوجود الغبار أننا متشابهان فهناك فارق كبير بين من يريد أن يزيل التراب ومن يريد أن يهيل التراب ) . تابعت اليوم حلقة باسم يوسف وما ذكره من مواقف بعض قيادات الإخوان الأخيرة مثل كلام عصام العريان وخطاب شيمون بيريز وغيره وأقول مبدئياً أن تلك المواقف مرفوضة بتاتاً ويجب الوقوف ضد هذا النهج المتنازل الذي يحط من تاريخ جماعة لم تكن مواقفها من قضية فلسطين هو بضع كلمات ولا قوافل طبية كما أراد أن يصور باسم يوسف بل جماعة بذلت دماءها بدئاً من حرب فلسطين 1948 بشهادة الجميع وقتها وما زالت حتى الآن وامتدادها في فلسطين وهي حركة حماس وقائدها الأول الشيخ أحمد ياسين رحمه الله من الفصائل التي ما تنازلت ولا تركت السلاح ولا الجهاد وقدمت من البطولات والتضحيات الشيء الكثير نسأل الله لهم القبول والرشاد . وبقدر هذه المواقف العظيمة بقدر غضبي ورفضي لما قاله الدكتور العريان أو خطاب الرئيس مرسي لشيمون بيريز ولن أقدم أي تبرير للدفاع أو للتقليل من سوء تلك التصريحات والمواقف التي هي سيئة بالفعل . لكن ما لفت انتباهي كلامه الأخير الجاد في الفقرة الثانية ومعناه باختصار ( تكلموا على قدر حجمكم وكفوا عن الضحك على الناس بأوهام الخلافة والجهاد وتحرير القدس وفلسطين وغير ذلك من قضايا الأمة ) . فمحصلة كلامه ليس نقد تلك المواقف لمنع تكرارها أو حتى لتشويه تاريخ الإخوان فلو كانت لهانت . لكن ما هو أخطر من ذلك هو أنه يهدف إلى البناء عليها والدعوة بشكل ظاهر إلى إنهاء تلك القضايا سواء من الخطاب أو من حس الناس وبالتالي القضاء على تلك القضايا نهائياً عن طريق تكبيل تلك القضايا وإلغاءها من الحس والوجدان تحت وطئة صعوبة ظروفنا الحالية والعقبات الكثيرة في الواقع التي تحول بيننا وبين تحقيق هذه الواجبات بحيث أنك لو تغيرت ظروفك وأزيلت العوائق فلن تتجه لنصرة تلك القضايا بل الأخطر من ذلك أنك لن تسعى لتغيير هذا الواقع بل تهرس نفسك تحته وترضى به . هذا الأسلوب هو أحد أساليب التأثير و الإقناع ألا وهو أسلوب الالتزام والتوافق فيبدأ الأسلوب بالالتزام بكلمات وتنازلات بسيطة موثقة بإرادته والمستهدف يظن أنها مجرد تصريحات لا قيمة لها ثم جره بعد ذلك ليقدم تنازلات أفدح وربما يصل لدرجة الخضوع و التعاون مع من كان يعاديه لكي يكون متوافقاً مع تصريحاته ومواقفه السابقة . ما أقوله باختصار أن أسوء ما في حلقة باسم يوسف ليس الاجتزاء ولا تعميم تلك المواقف وجعلها حكماً على تاريخ الإخوان , الأخطر من ذلك أن محصلة كلامه لا تهدف لرفض تلك المواقف من باب التنازل عن تلك القضايا الهامة بل تهدف لرفض تبني تلك القضايا وزرعها في حس الإنسان وهو ما ينبغي رفضه بقوة فليس معنى إدانتي لتلك المواقف أن ينسحب ذلك للتفريط في القضية بالكلية وقتلها. وأخيراً آمل أن المقولة التي صدرتها في أول كلامي ( ليس معنى أننا نعترف بوجود الغبار أننا متشابهان فهناك فارق كبير بين من يريد أن يزيل التراب ومن يريد أن يهيل التراب) قد اتضح المقصود منها الآن . |
|