لم يكشف يسوع المسيح رِيَاء الكَتَبَة والفِرِّيسيِّينَ بين القول والفعل فحسب، إنما أيضا بين حقيقة شخصهم ومظهرهم. فموضوع نقد يسوع الثَّاني للكَتَبَة والفِرِّيسيِّينَ هو التَّظاهر بالفضيلة لكي يراهم النَّاس (متى 6: 1-6). لم يكن يهمهم الفريسيون أن يكونوا أتقياء، بل كان يكفيهم مجرد ظهورهم بمظهر التَّقوى ليحوزوا إعجاب النَّاس ومديحهم. يهتمون بالمظهر دون الاهتمام بالجَّوهر، يهتمون بأن تكون أياديهم نظيفة قبل الأكل مع أن قلوبهم مملوءة بالنَّجاسة، فقال لهم يسوع تكرارًا، مشهِّرًا رِيَاءهم بجرأة "الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَة والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون، فإِنَّكم أَشبَهُ بِالقُبورِ المُكَلَّسَة، يَبدو ظاهِرُها جَميلاً، وأَمَّا داخِلُها فمُمتَلِئٌ من عِظامِ المَوتى وكُلِّ نَجاسَة (متى 23: 27).