رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأَمسَكوهُ وأَلقَوهُ في خارِجِ الكَرْم وقتَلوه تشير عبارة "أَلقَوهُ في خارِجِ الكَرْم وقتَلوه" إلى الابن الذي أُلقي في الخَارج وعاني نفس مصير الآخرين، ولا يتم النظر إليه كابن صاحب الكَرْمة، وفي ذلك دليل أنَّ يسوع صُلب خارج أسوار اورشليم المدينة المقدسة، ثم قُتل؛ كذلك في إنجيل لوقا ينص "أَلقَوهُ في خارجِ الكَرْم وقَتلوه" (لوقا 20: 15) مما يدل على احتقار للمقتول. أمَّا في إنجيل مرقس فان الابن يُقتل ثم يُلقى في الخَارج "فأَمسَكوهُ وقتَلوه وأَلقَوْهُ في خارِجِ الكَرْم"(مرقس 12: 8). وهنا إشارة إلى عادة كانت جارية عند اليهود، إنهم يجرُّون المحكوم عليهم بسبب التجذيف خارج المدينة ويقتلونه، كما جاء في شريعة موسى "خرِجِ اللاَّعِنَ إلى خارِجِ المُخَيَّم، ولْيَضَعْ كُلُّ مَن سَمِعَه أَيدِيَهم على رأسِه، ولْتَرجُمْه كُلُّ الجَماعة" (الأحبار 24: 14-16)، وهكذا فعلوا مع إسطفانس أول شهداء المسيحية إذ "دَفعوهُ إلى خارِجِ المَدينة وأَخَذوا يَرجُمونَه"(أعمال الرسل 7: 85). ويشبِّه متى الإنجيلي موت يسوع بموت الأنبياء. فالسيِّد المسيح يكشف لرؤساء اليهود أنَّهم عبر التاريخ كلّه لم يكونوا فقط غير عاملين، وإنما مُضَّطهِدين لرجال الله في أعنف صورة، حتى متى جاء ابن الله نفسه الوارث أُخرجوه خارج أورشليم ليقتلوه! وهنا يصبح المَثَل نبويَا عن الصليب ورفض المسيح من شعبه. أمَّا عبارة " خارِجِ الكَرْم " فتشير إلى رفض اليهود المسيح وقتْلهم إيَّاه، ورأى البعض هذا الأمر، انه يدلُّ على تسليم يسوع إلى الأمم ليصلبوه، كما فسّر البعض الآية " ساقوا يَسوعَ مِن عِندِ قَيافا إلى دارِ الحاكِم. وكانَ ذلكَ عِندِ الفَجْر، فلَم يَدخُلوا دارَ الحاكِمِ مَخافَةَ أَن يَتَنَجَّسوا فلا يَتَمَكَّنوا مِن أَكْلِ الفِصْح" (يوحنا 18: 28). أمَّا عبارة "وقتَلوه" فتشير إلى عظمة الشر الذي بلغه الكرَّامون وهو انه أهانوا ابن صاحب الكَرْم حتى القتل. نحن أيضًا نرفض الله عندما نرفض اخونا الإنسان نجرحه ولا نهتم بوجوده معنا وفي عالمنا كما قال يسوع: "كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" (متى 25: 40). |
|