رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف أجلت أمريكا مواطنيها من ووهان
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن مجموعة من الأشخاص "الغرباء" وصلوا إلى مدينة كاليفورنيا ذات السماء الساطعة هذا الأسبوع في رحلة جوية، لعبوا الكرة مع ابنائهم، واستمتعوا بنزهة في الطرقات التي تصطف فيها أشجار النخيل على الجانبين، وشاهدوا أفلامًا بعد الظهيرة، وفي الوقت نفسه خضعوا لمجموعة من الإجراءات، للتأكد من أن حالتهم الصحية جيدة، مثل قياس درجات الحرارة عدة مرات في اليوم، وكذلك لم يُسمح لهم بمغادرة محل سكنهم دون إذن. أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب في تغريدة عبر تويتر أن بلاده تعمل عن كثب مع الصين وغيرها من الدول بشأن تفشى فيروس كورونا، مشيرا إلى إصابة خمسة أشخاص فقط في الولايات المتحدة. أوضحت الصحيفة الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن هؤلاء الأشخاص يعيشون في قاعدة عسكرية في مقاطعة ريفرسايد بكاليفورنيا، حيث يُنقل الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم من مدينة ووهان الصينية، والتي انتشر منها فيروس كورونا المتحور الجديد. نصحت الخارجية الأمريكية، مواطنيها بتجنب السفر إلى الصين بعد ارتفاع الوفيات الناجمة عن فيروس "كورونا" الجديد سريع الانتشار، وكتب وزير الخارجية مايك بومبيو عبر تويتر: "تعمل وزارة الخارجية على زيادة التحذيرات الاستشارية للسفر إلى الصين إلى مستوى 4 - لا تسافر. ويرجع ذلك إلى انتشار فيروس كورونا الجديد في جميع أنحاء الصين وإعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ". حسب نيويورك تايمز، فإن القاعدة العسكرية تأوي حوالي 195 شخصًا من بينهم دبلوماسيين وأطفال ولاعبي كرة قدم، ومُصمم حدائق، وغيرهم من الأمريكيين الذين تواجدوا في ووهان أثناء انتشار الفيروس الجديد، وقرروا مغادرة المدينة منذ بدء الحجر الصحي عليها. وصلت المجموعة إلى الولايات المتحدة الأربعاء الماضي على متن طائرة تابعة لوزارة الداخلية سافرت إلى الصين من إجلاء الأمريكيين وإعادتهم إلى أرض الوطن، وهم الآن يقيمون في القاعدة العسكرية بكاليفورنيا، ينتظرون الحصول على تصريح يسمح لهم بالخروج، تحدث بعضهم إلى نيويورك تايمز عن أيامهم الأخيرة في ووهان. وصف ماثيو ماك كوي، مُصصم حدائق، عملية إجلائهم بـ"السيريالية"، ويتذكر أن طاقم الطائرة ارتدى بدلات غطتهم من رأسهم وحتى أخمص القدمين، وتحققوا من درجات حرارة أجساد الركاب أكثر من مرة. قال ماككوي إن الأمر بدا وكأنهم على متن طائرة شحن تابعة للاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه). منعًا لانتشار الفيروس الذي قتل حتى الآن 213 شخصًا على الأقل حسب آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة اليوم الجمعة، فإن عددا كبيرا من الأشخاص علقوا على متن مركبات، وبعضهم احتجز داخل مستشفيات وعلى جزء مُنعزلة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس، أن تفشى فيروس كورونا فى الصين يشكل الآن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا. قبل إجلائهم من ووهان، أعلم القائمون على العملية ركاب الطائرة أنهم سوف يخضعون للحجر الصحي ويبقون في أماكن مُنعزلة لـ72 ساعة على الأقل. في وقت متأخر الأربعاء الماضي، بعد ساعات من وصول الطائرة كاليفورنيا، حاول أحد الركاب مغادرة القاعدة إلا أن الأمن منعه، وقالت المتحدة باسم المقاطعة إنه صدرت تعليمات بمنع أي شخص من المُحتجزين من مغادرة القاعدة، نظرًا للمخاطر الصحية غير المعروفة التي قد يتعرض لها أي شخص يتعامل معه. حاول نزلاء القاعدة العسكرية الاستمتاع بوقتهم، قال جاريد إيفانز، 27 عامًا لاعب كرة قدم من نيويورك، إنه يمارس تمارين رياضية، يشاهد أفلامًا، ويتناول طعامًا لذيذًا. عاش إيفانز في ووهان الصينية لمدة عامين، حيث لعب في الدوري الصيني الوطني لكرة القدم، وأشار إلى أنه لم يتعرض لهذا الفحص الدقيق من قبل. عشق إيفانز الثقافة الصينية، وفاز فريقه ببطولة رياضية في 8 يناير الجاري، ولكن مع انتشار الفيروس الجديد في ووهان احتجز نفسه في غرفته، واعتمد على تناول مخزون من الطعام مكون من الأرز، والشعرية الصينية والبيض، وحرص على أن يكون حوله نظيفًا طوال الوقت، وأن يستخدم المُطهر أكثر من مرة. تحولت ووهان إلى مدينة أشباح، أغلب مواطنيها قاموا بما قام به إيفانز، احتجزوا أنفسهم في منازلهم بعد التأكد من أن بحوزتهم ما يكفيهم من الطعام والماء النظيف والمستلزمات اليومية الأخرى. يقول المُقيمون في القاعدة العسكرية إن الأمر الآن بات مسألة وقت لا أكثر، يتناولون طعامًا شهيًا وصحيًا، وخارج الغرف يوجد العصائر والمقرمشات والألعاب والحلوى، بالإضافة إلى بعض الألعاب الرياضية مثل الزلاجات، وكرة القدم، وغيرها. قال إيفانز، أحد المُقيمن في القاعدة العسكرية، إنهم يتلقون مُعاملة لطيفة من الجميع، ولا أحد يشعر بالخوف أو الفزع مما يجري، ولكن في الوقت نفسه فإن التواصل الجسدي ممنوع، لا أحضان ولا مصافحة بالأيدي، وأغلب الأشخاص لا يخلعون الكمامة من فوق أفواههم. هذا الخبر منقول من : مصراوى |
|