رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“ما علينا” والصراع! في مرحلة ما من مراحل الإيمان المسيحي، يجتاز المؤمنين في صراع ليس بالبسيط، فبعد حصولهم على الحياة الجديدة، يكتشفون اكتشافًا مزدوجًا مذهلاً، في الوجه الأول منه؛ أن هناك قائد قدير وحكيم جاء ليتسلم قيادة سفينة حياتهم، وأنه من هذه اللحظة سيضمن لهم أمان المسير وضمان المصير، وفي الوجه الثاني من الاكتشاف؛ أن هذا القائد (أقصد “الإله” بالطبع) لا يفعل كل شيء في السفينة - رغم أنه قادر على ذلك - وأنه يتوجب على المؤمنين أنفسهم أن يقوموا ببعض المسؤوليات معه، لكي تصل سفينة حياتهم لبر الآمان، فكما يوجد “ما عليه” يوجد أيضًا “ما علينا”!! وهنا يضطرب الفكر، ويبدأ الصراع، وتكثر الأسئلة: ما هي مسؤوليتنا وما هي مسؤولية قائدنا؟ ولماذا لا يعفينا القائد من المسؤولية ويقود هو حياتنا دون الحاجة لنا؟! وما الحد الفاصل بين “ما عليه” من نعمة وبين “ما علينا” نحن من مسؤولية؟!! وما يزيد هذا الصراع توهّجًا، أن أغلب المؤمنين يتأرجحون حائرين بين مدرستين فكريتين. المدرسة الأولى تقول: أترك نفسك بالتمام على نعمة الله، فأنت أضعف من أن تشارك الله في قيادة حياتك. وهؤلاء تجدهم دائمًا ينتظرون أن “يثقلهم” أو “يشغلهم” الرب للقيام بمسؤولياتهم المعروفة (زيارات، كرازة، قداسة)، خوفًا من أن يقوموا بها بالاستقلال عنه، فيفقدون الاتكال على نعمته، وشعارهم أن “ما عليه” من نعمة، هو أكبر من “ما علينا” من مسؤولية!! أما المدرسة الفكرية الثانية فتقول: ما هذه الدروشة؟! المسيحية ليست للكسالى والعاطلين؟ فالحياة الروحية طابعها الاجتهاد والتدريب المستمر (2بطرس1: 5). وهؤلاء تجدهم غارقين في التفكير والتخطيط (لجان، نشاطات، جلسات)، خوفًا من الانحراف للدروشة والتواكل على الله!! وشعارهم “ما علينا” من مسؤولية، هو أكبر من “ما عليه” من نعمة!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المعارضة والصراع |
أيلة (إيلات) والصراع المستمر |
افرايم والصراع الخاطئ* |
لوط والصراع* |
المعارضة والصراع |