|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
همسات روحية للانبا رافائيل الشهادة للمسيح ليست المسيحية هي مجرد الإيمان بألوهية السيد المسيح والمعمودية باسم الثالوث واعتناق الإيمانيات المسيحية فقط.. وإن كانت هذه الأمور هامة وأساسية.. ولكن أن تكون مسيحيًا هو أن تحمل المسيح في قلبك وحياتك، وتشهد له عمليًا بين الناس.. "فليُضِئْ نورُكُمْ هكذا قُدّامَ الناسِ، لكَيْ يَرَوْا أعمالكُمُ الحَسَنَةَ، ويُمَجِّدوا أباكُمُ الذي في السماواتِ" (مت5: 16). "وأنْ تكونَ سيرَتُكُمْ بَينَ الأُمَمِ حَسَنَةً، لكَيْ يكونوا، في ما يَفتَرونَ علَيكُمْ كفاعِلي شَرّ، يُمَجِّدونَ اللهَ في يومِ الاِفتِقادِ، مِنْ أجلِ أعمالِكُمُ الحَسَنَةِ التي يُلاحِظونَها" (1بط2: 12). إن العالم اليوم لَهُو في أشد الاحتياج إلى نماذج عملية في الشهادة للمسيح.. والطريقة الوحيدة المقبولة للكرازة باسم المسيح هي النموذج العملي المتميز.. وأقصد المتميز أي الذي يفوق أهل العالم في كل شيء فضائلي. أو بتعبير السيد المسيح نفسه: "وإنْ أحبَبتُمُ الذينَ يُحِبّونَكُمْ، فأيُّ فضلٍ لكُمْ؟ فإنَّ الخُطاةَ أيضًا يُحِبّونَ الذينَ يُحِبّونَهُمْ" (لو6: 32). يجب فعلاً أن الشاب المسيحي يكون متميزًا في: 1- المحبة المحبة التي وُصفت أنها: "لتَكُنْ بلا رياءٍ" (رو12: 9). المحبة التي قيل عنها: "لا تصنَعُ شَرًّا للقريبِ، فالمَحَبَّةُ هي تكميلُ النّاموسِ" (رو13: 10). المحبة التي يحتاجها الناس هي المحبة الإنجيلية: "المَحَبَّةُ تتأنَّى وترفُقُ. المَحَبَّةُ لا تحسِدُ. المَحَبَّةُ لا تتفاخَرُ، ولا تنتَفِخُ، ولا تُقَبّحُ، ولا تطلُبُ ما لنَفسِها، ولا تحتَدُّ، ولا تظُنُّ السّؤَ، ولا تفرَحُ بالإثمِ بل تفرَحُ بالحَقّ، وتَحتَمِلُ كُلَّ شَيءٍ، وتُصَدّقُ كُلَّ شَيءٍ، وترجو كُلَّ شَيءٍ، وتصبِرُ علَى كُلّ شَيءٍ. المَحَبَّةُ لا تسقُطُ أبدًا. وأمّا النُّبوّاتُ فسَتُبطَلُ، والألسِنَةُ فسَتَنتَهي، والعِلمُ فسَيُبطَلُ" (1كو13: 4-8). "ولنُلاحِظْ بَعضُنا بَعضًا للتَّحريضِ علَى المَحَبَّةِ والأعمالِ الحَسَنَةِ" (عب10: 24). ومعيار هذا الحب هو البذل: "بهذا قد عَرَفنا المَحَبَّةَ: أنَّ ذاكَ وضَعَ نَفسَهُ لأجلِنا، فنَحنُ يَنبَغي لنا أنْ نَضَعَ نُفوسَنا لأجلِ الإخوَةِ" (1يو3: 16). "أيُّها الأحِبّاءُ، لنُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا، لأنَّ المَحَبَّةَ هي مِنَ اللهِ، وكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فقد وُلِدَ مِنَ اللهِ ويَعرِفُ اللهَ" (1يو4: 7). هذه المحبة هي أولى ثمار الروح القدس، وهي المحبة المنسكبة في قلوبنا بالروح القدس. يا إخوتي.. إن العالم اليوم في أشد الاحتياج للحب المسيحي الصافي. فالمحبة المسيحية فقط في حد ذاتها قادرة أن تحول العالم كله للمسيح. 2- الطهارة أيضًا لقد فرغ العالم من النقاوة، وصارت الطهارة عزيزة في هذه الأيام، وصرنا نسمع عن القديسين في الكتب، واشتاق الناس بلهفة أن يروا قديسًا في هذا الجيل. إننا مدعوون أن نكون هؤلاء القديسين، لنشهد عمليًا بصدق الكتاب المُقدَّس ووصاياه المقدسة التي قيل عنها: "وَصاياهُ ليسَتْ ثَقيلَةً" (1يو5: 3). "فإذ لنا هذِهِ المَواعيدُ أيُّها الأحِبّاءُ لنُطَهّرْ ذَواتِنا مِنْ كُلّ دَنَسِ الجَسَدِ والرّوحِ، مُكَمّلينَ القَداسَةَ في خَوْفِ اللهِ" (2كو7: 1). "وتلبَسوا الإنسانَ الجديدَ المَخلوقَ بحَسَبِ اللهِ في البِرّ وقَداسَةِ الحَقّ" (أف4: 24). "أنْ يَعرِفَ كُلُّ واحِدٍ مِنكُمْ أنْ يَقتَنيَ إناءَهُ بقَداسَةٍ وكرامَةٍ" (1تس4: 4). "لأنَّ اللهَ لم يَدعُنا للنَّجاسَةِ بل في القَداسَةِ" (1تس4: 7). "اِتبَعوا السَّلامَ مع الجميعِ، والقَداسَةَ التي بدونِها لن يَرَى أحَدٌ الرَّبَّ" (عب12: 14). 3- التسامح دعني أهمس في أذنك.. ما هي مشاعرك نحو مَنْ يعادونك، ونحو مَنْ يُضاد المسيح؟ هل يرضى المسيح أن تكرههم وتتمنى لهم الضرر؟! إن طريقة الكرازة الوحيدة المُتاحة هي أن تسامح أخوك الذي لا يريد أن يشاركك الصلاة والخدمة والعمل الروحي... لن تستطيع أن تُعيده للكنيسة وأنت في حال الخصام معه مهما كانت الأسباب.. فالخصام محسوب في الكتاب المقدس مع أشر الخطايا. والأشرار الوثنيون قيل عنهم: "مَملوئينَ مِنْ كُلّ إثمٍ وزِنًا وشَرّ وطَمَعٍ وخُبثٍ، مَشحونينَ حَسَدًا وقَتلاً وخِصامًا ومَكرًا وسوءًا" (رو1: 29). "عِبادَةُ الأوثانِ، سِحرٌ، عَداوَةٌ، خِصامٌ، غَيرَةٌ، سخَطٌ، تحَزُّبٌ، شِقاقٌ، بدعَةٌ" (غل5: 20). والوصية للمسيحي الحقيقي هي: "لنَسلُكْ بلياقَةٍ كما في النَّهارِ: لا بالبَطَرِ والسُّكرِ، لا بالمَضاجعِِ والعَهَرِ، لا بالخِصامِ والحَسَدِ" (رو13: 13). واعتبر مُعلِّمنا بولس الرسول أن الخصام والانشقاق علامة عن انعدام الروح المسيحية.. "لأنَّكُمْ بَعدُ جَسَديّونَ. فإنَّهُ إذ فيكُم حَسَدٌ وخِصامٌ وانشِقاقٌ، ألستُمْ جَسَديّينَ وتسلُكونَ بحَسَبِ البَشَرِ؟" (1كو3: 3). "ولكن إنْ كانَ أحَدٌ يُظهِرُ أنَّهُ يُحِبُّ الخِصامَ، فليس لنا نَحنُ عادَةٌ مِثلُ هذِهِ، ولا لكَنائسِ اللهِ" (1كو11: 16). ما أجمل وجه استفانوس الشهيد الأول الذي لم يفكر وقت موته إلاَّ في الصفح عن راجميه.. "فكانوا يَرجُمونَ استِفانوسَ وهو يَدعو ويقولُ: "أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ، اقبَلْ روحي". ثُمَّ جَثا علَى رُكبَتَيهِ وصَرَخَ بصوتٍ عظيمٍ: "يارَبُّ، لا تُقِمْ لهُمْ هذِهِ الخَطيَّةَ". وإذ قالَ هذا رَقَدَ" (أع7: 59-60) لقد استلمها من المُعلِّم الصالح الذي غفر لصالبيه إذ قال على الصليب: "يا أبَتاهُ، اغفِرْ لهُمْ، لأنَّهُمْ لا يَعلَمونَ ماذا يَفعَلونَ" (لو23: 34). لن يؤمن الناس بصدق تعاليم الإنجيل إلاَّ بممارسته عمليًا.. فلنكف عن عمل أبحاث تثبت عدم تحريف الإنجيل، ولنبدأ بتنفيذ تعاليمه المُقدَّسة. إن الفضائل المسيحية كثيرة جدًا.. كالأمانة والإخلاص والاجتهاد والفرح والسلام وطول الأناة واللطف والصلاح والإيمان والوداعة... وغيره. لكن دعنا نركز الآن في هذه الثلاث: المحبة والطهارة والتسامح. |
|