إن الواقع يؤكد أنه ما أقل المنتبهين لما يُنفقوه في غير الماديات، وهذا أمر جدٌ خطير. فهل القارئ العزيز منتبه لذلك النوع الهام من “الإنفاق”، والذي قد يصل غالبًا إلى حد “الاستنزاف”؟ ويُحدثنا الكتاب المقدس عن رجل انتبه جيدًا لما يُنفِق من مال وإمكانيات وعمر وصحة، وأعلن أنها كلها ذاهبة في اتجاه واحد صحيح. ولذا فقد أعلن كذلك سروره البالغ لتأكده اليقيني من أن هذا هو “الإنفاق الرابح” حقًا وحتمًا! لقد كتب الرسول بولس بالوحي: «أَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ سُرُورٍ أُنْفِقُ وَأُنْفَقُ» ( 2كو 12: 15 )، لأجل المسيح ولأجل خدمته والمخدومين. وذلك ليس غريبًا على ذلك الرسول المغبوط الذي حَسِبَ أسمى الامتيازات - خسارة ونفاية، ليربح المسيح (في3). ويا له ربحًا!