رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بروفايل: حبيب العادلى مفجر الثورة حبيب العادلى فى ظهر دافئ، احتشد شباب مدفوعون بكراهية مصفّاة لجهاز الشرطة القمعى، الهتاف واضح يزداد علوه شيئاً فشيئاً: «لا للطوارئ» و«خالد سعيد مات مقتول.. والعادلى هو المسئول»، دون مقدمات دوت صفارات الإنذار، انطلقت إحدى مدرعات الأمن المركزى صوب المتظاهرين كى «تبصق» فى وجوههم قنبلتى غاز، تحول الدفء إلى حرارة بمطاردة الأمن للشباب المتظاهر، ساد الكر والفر المشهد، حتى مس المتظاهرين شىء من الجنون بسبب لافتة وجدوها فى أحد الميادين «النائب ابن الدائرة فى ميدان العتبة.. يهنئ اللواء حبيب العادلى، واللواء إسماعيل الشاعر بعيد الشرطة» انطلقوا نحوها ومزقوها إرباً، ودوى الهتاف: «الشعب يريد إسقاط النظام». بوجه شاحب حضر الاجتماع الأخير مع الرئيس السابق، مبارك، ساعة انفردا، بعد الاجتماع أكد: «اطمئن سيادتك كل شىء تحت السيطرة وقمنا بالتنسيق مع المخابرات، والإخوان»، كل شىء فى عهد العادلى كان تحت السيطرة، فى 2007 كانت منظمة العدل الدولية قد أدانت القمع الشرطى فى مصر. «وحكمت المحكمة حضورياً على المتهم حبيب إبراهيم العادلى بالسجن المؤبد»، هكذا انتهت القصة التى بدأت فى كلية الشرطة عام 1961، العام الذى تخرج فيه «العادلى» لينطلق منها إلى البحث الجنائى، ثم مباحث أمن الدولة، ثلاثون عاماً من العمل الشرطى كانت كافية لتوليه رئاسة الجهاز الأكثر قمعاً فى الشرطة «مباحث أمن الدولة»، حتى وقعت فى عام 1997 مذبحة الأقصر التى أطاحت باللواء حسن الألفى، الوحيد الذى ترأس وزارة الداخلية من خارج «أمن الدولة». لم يدخر العادلى جهداً فى حماية النظام، السوط جاهز للجميع، «أى تيار أو نشاط فى مصر جارى متابعته، وإذا خرج عن الإطار المعتدل فسيتم اتخاذ الإجراءات ضده»، خياران لا ثالث لهما فى عهد العادلى «إما أن تكون معنا أو علينا»، خياران يبرران موقف كثير من القوى والتيارات عند عقدها صفقات وتنسيقاً مع الداخلية والنظام. فى تونس، قبل عيد الشرطة بشهر ونصف الشهر تقريباً، أضرم أحد خريجى الجامعة النيران فى نفسه اعتراضاً على اعتداء رجال الشرطة عليه، تكرر الأمر فى مصر بعد نجاح المتظاهرين فى تونس من الإطاحة برئيسهم السابق زين العابدين بن على، «هؤلاء السذج المستخفون بأنفسهم يقومون بأفعال محرمة فى كل الأديان، لديهم أسباب نفسية». يوم محاكمته لم يتخل عما به من كبرياء كان مرسوماً على وجهه الممتقع بصفرة باهتة، وشعره المصبوغ بعناية، المائل ناحية اليمين، وعينيه الخضراوين تنظران إلى قيادات الشرطة الحريصين على مصافحته، وشاربه الذى يزيده قسوة على ما به من قسوة، إلى السجن دخل «العادلى» بعدما كان مفجراً للثورة، محركاً لها من غير قصد، بسياطه أجبر الثورة أن تقوم. الوطن |
|