يسوع المسيح هو خير نموذج للتواضع. يسوع هو المسيح المتواضع الذي تنبأ عنه زكريا " هُوَذا مَلِكُكِ آتياً إِلَيكِ وَديعاً راكِباً على أَتان وجَحْشٍ ابنِ دابَّة "(متى 21: 5). إنه مسيح المتواضعين، كما جاء في التطويبات "طوبى لِلوُدَعاء فإِنَّهم يرِثونَ الأَرض"(متى 5: 4). التواضع في الخدمة أهمّ من المركز والجاه في عيون يسوع. فيسوع ليس إنساناً فحسب، بل هو أيضاً الرب الذي جاء لخلاص الخطأة، متخذاً جسداً يشبه جسدهم (رومة 38). إنه أبعد ما يكون عن البحث عن مجده (يوحنا 8: 5)، حتى بلغ به التواضع إلى حدّ غسل أرجل تلاميذه (يوحنا 13: 14-16)، وهو الذي مع مساواته لله، تجرَّد من ذاته حتى الموت، الموت على الصليب ليُخلصنا (فيلبي 2: 6-8). ففي يسوع تظهر ليس فقط القدرة الإلهية التي من دونها لما كُنَّا في الوجود، بل فيه تظهر أيضا المحبة الإلهية، التي من دونها لكنَّا قد هلكنا جميعاً (لوقا 19: 10)؛ فإن "كلمة الله" صار بشراً، ليقود الإنسان إلى أوج التواضع، الذي يقوم في خدمة الله وخدمة البشر في سبيل مجد الله خلاص البشر.