رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حكمة الله في تحديد توقيت الألم، وتوقيت تدخله في الألم لكي يحقِّق الله غرضه من الألم، فهو يؤهِّلنا قبل أن يُدخلنا في الامتحان، فبعد أن هيأ الله إبراهيم والظروف المحيطة يقول الكتاب: «وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ» (تك22: 1)، هذا قبل التجربة؛ وفي أثناء التجربة تجلّت حكمة الله في توقيت تدخله: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا» (تك22: 12)، فلو أن الله أمر إبراهيم قبل أن يمد يده، لما حُسب إبراهيم أهلاً لجميع البركات التي نتجت عن إيمانه: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً» (تك22: 16، 17)، ولو أن أمر الرب تأخَّر دقيقة واحدة، لكان إبراهيم قد ذبح إسحاق. ما أحكمه في توقيت تدخله! عندما كان التلاميذ في العاصفة، أتى الرب إليهم في الهزيع الرابع، ليخرجوا بالدرس الرائع: سَجَدُوا له قائلين: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!»، لكن عندما صرخ بطرس: «يَا رَبُّ، نَجِّنِي!»، تدخَّل الرب حالاً (مت14: 25، 31، 33). فثق عزيزي أن الله في حكمته له توقيتاته الخاصة ليؤتي الألم الهدف المرجو منه، «أَنَا الرَّبُّ فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ» (إش60: 22). بل الأعجب من هذا أن الأمر قد يتطلب تواجده - له المجد - في مسرح التجربة قبلنا، لقد كان مع الرجال الثلاثة قبل أن يُطرحوا فعليّاً في الأتون، كان ممكنًا أن يُبطل الرب لهيب النار - الذي قتل الرجال؛ جبابرة القوة، الذين رفعوا شدرخ وميشخ وعبدنغو - بدون أن يظهر معهم، ولكن يا للحكمة! إنه لا ينقذنا فقط بل أيضًا يُمتعنا برفقته، ويؤكد لكل مَن رأى وكل مَن يسمع الحدث، أنه هو وليس آخر الذي فعل هذا. إن وجوده معنا في ضيقنا هو حقيقة وليست خُرافات مُصنعة! وسد أفواه الأسود أيضًا قبل أن يُطرح دانيآل في الجب، وإلا لكانت افترسته فورًا! «إِلَهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي» (دا6: 22). ألا يعطينا هذا ثقة في شخصه المبارك؟! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن كان من الصعب أن ندرك حكمة الله في وقت الألم |
حكمة الله في اختيار مدة الألم |
الله يعرف توقيت الألم ومدته بالضبط |
حكمة الله في الألم |
حكمة الله واختيار مدة الألم |