|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قرأت أيضاً فى بعض الكتب، أن عملية الصلب لا تعنى العقوبة، إنما الحب، وأنه لم تقع عقوبة على الإبن، ولا الإبن عاقب نفسه، ولا نحن علينا عقاب فى الحقيقة، بل فزنا بالبراءة. فما رأيكم فى هذه العبارات؟ الإجابة: نحن لم نفز بالبراءة إطلاقا، بل الصليب دليل على أننا مذنبون ونستحق العقوبة. وهناك من حملها عنا. فلو كانت هناك براءة ما كانت هناك عقوبة يحملها المصلوب عنا. وبالتالى ما كان هناك صلب، وفداء. والدليل على عدم البراءة، قول الكتاب " "كلنا كغنم ضللنا، والرب وضع عليه إثم جميعنا " (أش 53: 6). فمادام هناك ضلال وإثم لجميعنا، لا تكون هناك براءة. ذلك يقول الكتاب " أننا ونحن بعد خطاة، مات لأجلنا" (رو 5: 8). ويقول الرسول أيضاً " كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا " (أف 2: 1). ويقول الرسول أيضاً " كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا " (أف 2:1) " نحن أموات بالخطايا، أحيانا مع المسيح " (أف 2: 5) و هاتان الآتيان تعنيان أمرين: أحدهما أننا خطاة، والآخر أننا أموات بسبب خطايانا، أى تحت حكم الموت بسبب الخطية. إذن فلسنا أبرياء مادمنا لسنا أبرياء، بل خطاة وتحت حكم الموت. و مادامت أجرة الخطية موت (رو 6: 23). إذن الموت عقوبة. فمن ينجينا من هذه العقوبة إلا الذى يحملها عنا. فالذى ينكر عقوبة الموت الواقعة على الإنسان بسبب خطاياه، وينكر معها أن السيد المسيح حمل هذه العقوبة، إنما ينكر أهم مبادئ المسيحية فى الفداء والكفارة وبالتالى ينكر عمل التجسد الإلهى. و المعروف أن الإبن قد تجسد ليكون كفارة عن خطايانا. و هذا واضح من قول القديس يوحنا الحبيب " فى هذا هى المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله. بل هو أحبنا وارسل إبنه كفارة عن خطايانا " (1يو 4: 10). وقوله ايضاً " إن أخطأ أحد، فلنا شفيع عند الله الآب، يسوع المسيح البار. هو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا كل العالم أجمعى " (1يو 2: 12) ونجد فى كل هذه النصوص ارتباط كلمة كفارة، بكلمة خطايانا. إذن ليست هناك براءة للإنسان، إنما هناك خطايا، عفو عنها، عن طريق الكفارة التى قام بها المسيح بموته عنا من أجل محبته لنا. وهكذا قال الرسول أيضاً " متبررين بنعمته، بالفداء الذى بيسوع المسيح، الذى قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة " (رو 3: 14، 15). ويفهم من هذا إن عبارة متبررين بدمه تحمل الصفح عن الخطايا السالفة وليس البراءة من الخطايا السالفة. و كل ذلك كان بالكفارة، بالفداء بالدم الكريم. و موت المسيح بسفك دمه على الصليب، كان عوضا عن موتنا نحن. وموتنا كان العقوبة التى يفرضها العدل الإلهى عن خطايانا. وقد وقعت هذه العقوبة على المسيح حينما وضع عليه إثم جميعنا. عبارة " لا عاقب الله إبنه " (المقصود بها التخلص من كلمة (العقوبة) جملة ونحن نستبدلها عبارة " عاقبنا الله فى إبنه " أو ترك إبنه يحتمل العقوبة نيابة عنا.. " (و سر ان يسحقه بالحزن " (أش 53: 1). عبارة " ولا الإبن عاقب نفسه " محاولة أخرى للتخلص ن كل (العقوبة) فالإبن قد تحمل العقوبة بإرادته، إذ بذل ذاته عنا. وقال فى ذلك " لأنى أضع نفسى لآخذها. ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتى. لى سلطان أن أضعها. ولى سلطان أن أخذها أيضاً " (يو 10: 17، 18) إذن فى حمل العقوبة عنا، لا نقول إن الإبن عاقب نفسه، إنما نقول إنه بذل نفسه، بارادته، ليحمل العقوبة عنا وفى كل ذلك العقوبة موجوده ولازمة، ونقضيها العدل الإلهى. الذى قال للإنسان " موتا تموت " (تك 2: 17). وعلى رأى القديس أثناسيوس الرسولى فى كتابة (تجسد الكلمة) " إن لم يمت الإنسان لا يكون صادقا ولا عادلاً ". العدل إذن كاد يقتضى العقوبة. ومن محبة الله لنا،حمل هذه العقوبة عنا. إذن المسيح فى موته، كان ذبيحة حب، وكان ذبيحة للعدل ورفع العقوبة. كان حامل خطاها، وكان كفارة عن جميع الشر. و الذين يركزون على المحبة دون العدل، وعلى المغفرة دون ذكر للخطايا، إنما ينسون أن هذه المحبة قد ظهرت فى الكفارة والفداء، كما قال الرسول " إن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا " (رو 5: 8) و عبارة مات لأجلنا تعنى إستيفاء العدل الإلهى. هذا العدل الذى كنا مطالبين به. فدفعه هو عنا. كما قال الرب عن المديونين " وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعاً " (لو 7: 42).. وكيف سامحهما؟ بأن دفع الينا نيابة عنهما وكيف دفع الدين؟ يموته على الصليب. |
|