كان نحميا موظفًا كبيرًا في البلاط الملكي، كخادم شخصي للملك "ساقيًا له" متمتعا بثقة الملك، ومؤتمنا علي حياته، وبينما هو يمارس عمله بكل أمانة جاء إليه واحد من أخوته، وبعض رجال يهوذا، فسألهم عن اليهود الذين بقوا من السبي، وعن أورشليم، ولما علم منهم أن أخته في شر عظيم وعار، وسور أورشليم متهدم وأبوابها محروقة بالنار (نح 1: 3) حزن جدا، وبكي وصام وصلي. وهكذا يظل نحميا أمينًا لإلهه، حافِظًا لعهده، ذاكرًا أخوته، بالرغم من عظمة مركزه في القصر الملكي، وتغربه عن أورشليم، ولكن كل الظروف المحيطة به لم تنسه واجبه نحو الله، وتجاه أخوته. وتدفعه غيرته المقدسة إلي السفر لأورشليم، ليفقد أخوته، ويعمل من أجل إعادة بناء أورشليم، وترميم سورها المتهدم، وأعلن شعاره المشهور "هلم فنبني أورشليم ولا تكون بعد عارا" (نح 2: 17). ومن أقواله الخالدة أيضًا، والتي حفظها الوحي الإلهي قوله "اله السماء يعطينا النجاح، ونحن عبيده نقوم ونبني" (نح 2: 20).