ما أعظم تواضع يوحنا المعمدان الذي يرسله الرب، ليُعدّ له الطريق! فلا يطلب إلاّ أن يكون نسياً منسياً ذاكَ الذي قال عن نفسه "ذاكَ الآتي بَعدِي، مَن لَستُ أَهلاً لأَن أَفُكَّ رِباطَ حِذائِه" (يوحنا 1: 27). وما أعظم تواضع مريم عذراء التي اختارها الله أُمّاً لابنه سيدنا يسوع المسيح ومع ذلك لم تودّ أن تكون سوى أمَة له كما أعلنت للملاك جبرائيل " أَنا أَمَةُ الرَّبّ " (لوقا 1: 38) إنه ينتصر بواسطة عذراء متواضعة "لأَنَّه نَظَرَ إلى أَمَتِه الوَضيعة. سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال " (لوقا 1: 48).