رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
ليس لهم خمر القس بطرس سامي "و لما فرغت الخمر قالت أم يسوع له: ليس لهم خمر" (يو2:3) نحتفل يا أحبائى هذه الأيام بمجموعة من الأعياد المتتابعة تبدأ بميلاد المسيح ذكرى تجسده لفداء البشرية ثم عيد الختان الذى كان يُمارَس فى العهد القديم بجرح الجسد كرمز للختان الحقيقى- ختان المسيح – المعمودية (كولوسى 2) الذى هو جرح القلب بمحبة الرب كما يقول بولس الرسول أيضاً فى رسالة رومية آخر الإصحاح الثانى أن الختان الحق هو ختان القلب بالروح أى انسكاب محبة الرب فى قلوب محبيه بالروح القدس “لأن محبة المسيح قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا ( رو 5 ) و ما هذا الذى انسكب إلا دمه الطاهر الذى هو الحب الإلهى و ينسكب هذا الحب بالروح فى قلوب تابعيه لكى ما يأسرهم لمحبته. كما تقول عروس النشيد التى هى أنا و أنت فى بداية سفر النشيد مناجية حبيبها و مسيحها و مخلصها “ليقبلنى بقبلات فمه لأن حبك أطيب من الخمر” (نش1: 2) و طلبة قلب العروس هى أن يقبلها عريسها أى مسيحها أى أن يعلن و يسكب حبه فى قلبها فموت المسيح على الصليب هو الذى يجرح قلب كل مؤمن كما يقول الكاهن فى صلاة القسمة “يا موت المسيح أسكرنى بحب من مات من أجلى” فخمر العالم يسكر الإنسان سكراً مؤقتاً يضيع بضياع المؤثر الخارجى و يفرحه فرحاً مؤقتاً يزول بزوال تأثير هذا الخمر أما محبة المخلص فتفرح قلب الإنسان فرحاً داخلياً لا يزول، فرح لا يُنطق به و مجيد (1بط1 ) فرح أبدى و هكذا تكون طلبة كل من فى العهد الجديد، ليقبلنى المسيح الحبيب الوحيد بقبلات فمه لأن حبك يا رب أطيب من كل محبات و ملذات العالم، كما أن من يذوق حبه يسكر عن العالم و ملذاته و مادياته. و بعد هذا العيد يأتى عيد الغطاس، عماد السيد المسيح فى مياة الأردن و نرى فى هذا العيد مسيحنا الذى لم يُخطىء و لم يوجد فى فمه غش ( إش53 ) يتقدم لمياه المعمودية للتوبة مستجيباً لنداء يوحنا المعمدان الصوت الصارخ فى البرية أن يعد الشعب طريق الرب و أن يصنعوا سبله مستقيمة أن أى يتوب كل إنسان لأنه كما بسِر التوبة يستعد القلب لقبول المخلص فى الإفخارستيا و هكذا كان يوحنا ينادى الشعب للتوبة لقبول عمل الخلاص الإلهى المزمع أن يصنعه الرب بصليبه، و لكن لماذا و كيف يا رب تتقدم لمياه معمودية التوبة و أنت لم تخطىء؟ آه يا رب لقد تقدمت حاملاً خطيتى عما فعلته أنا من آثام ليس هذا فحسب بل تقدمت بهذه الخطايا للصليب نيابة عنى و عن كل خاطىء فى هذه البشرية. تقدمت يا مخلصى مقدماً التوبة عن خطيتى لأنى أنا عاجز عن أن أتوب و أحيا كما يليق بك فكان رد الآب السماوى أن هذا هو إبنى الحبيب الذى به سُررت، نعم يا رب فأنت لم تُسر بآدم و بنيه و لكن بتجسدك و تقدمك للتوبة عنا و عن خطايانا فى الأردن و حملك لنا استحققت أن تسمع هذا من الآب بلأتجاسر و أقول أننا كلنا استحققنا أن نسمع هذا فى الأردن لأنك إخترتنا فيك قبل تأسيس العالم (أف1) فأنت لم تتحمل خطايانا فقط بل حملتنا سراً إذ حملت طبيعة البشرية كلها فيك و قبلت الروح القدس من أجلى و من أجل كل إنسان لكى ما ينزل و يستقر و يستريح فيك تمهيداً لكى ما يحل و يستقر و يستريح فى كل من يتبعك فى العهد الجديد عهد خلاصك الأبدى. و بعد هذا يأتى عُرس قانا الجليل فالعذراء تقول أن ليس لنا فرح نعم يا رب بدونك لم يكن للبشرية فرح، و بدونك و فى البعد عنك لا يكون لأى إنسان فرح و كيف يكون لأى إنسان منا فرح أو حتى معنى للحياة إلا فيك و فى محبتك، فكما يحيا السمك فقط فى المياه و الطير فقط فى السماء و الزرع فى التربة يحيا الإنسان فقط فى الحب الإلهى، و إذ تجسدت يا رب و صنعت بدمك العهد الجديد صنعت الفرح من أجلى لأنك هيأت لى محبتك لأحيا بها بل لأحيا فيها، لذلك لا عجب يا رب أن تكون أولى معجزات العهد الجديد أن تحول ماء التطهير الذى هو مادة التطهير بالرمزفى العهد القديم إلى خمر جيدة التى استخدمتها بعد ذلك لتحولها لدمك الطاهر الذى هو المرموز إليه فدمك فقط هو الذى يطهر من كل خطية “دم يسوع المسيح إبنه يطهرنا من كل خطية”(1يو 7). أشكرك يا إلهى و تشكرك عنى ملائكتك خليقتك كلها لأنى عاجز عن أن أشكرك كما يستحق حبك، أشكرك لأجل تجسدك لخلاصى، و أشكرك لقبولك الختان من أجلى لكى ما تمهد لى الختان الحق ختان القلب بالروح القدس (رو2 :29) فى العهد الجديد بدمك الطاهر الذى سفكتهعلى الصليب لخلاصى، أشكرك لأجل حملك خطاياى و قبولك الروح القدس من أجلى، و أشكرك من أجل دم العهد الجديد الذى أعطيته لى لكى ما أتطهر بواسطته و أحيا الأبدية فى أحضان محبتك و أتضرع إليك يا مخلصى أن تملأ قلبى القاسى بمحبتك و تذيب هذه القساوة و تجذبنى ورائك فنجرى (نش1: 4 ) أى فأجرى معك بسرعتك فى المحبة و الغفران و كسر الذات من أجلك كما سبقت أنت و صنعت من أجلى. آمين. |
|