|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة مريم في التسبحة اليومية تعطي الكنيسة القبطية اهتمامًا خاصًا بالتسبيح، بكونه تعبيرًا عن طبيعة الكنيسة السماوية، تتقبَّلها خلال اتحادها بالسيد المسيح القائم من الأموات. فمن القرون الأولى وُضِعَت تسابيح خاصة بكل يومٍ من أيام الأسبوع، تُقَدِّمها الكنيسة ذبيحة حب، يرفعها المؤمنون من أجل انطلاق قلوبهم إلى السماء، استعدادًا مستمرًا خلال الأسبوع للتمتُّع بالشركة في ليتورجيا الإفخارستيا (القداس الإلهي). هذه التسابيح البسيطة العذبة اُستخدمت أيضًا لتعليم الشعب المعتقدات الأرثوذكسية وحمايتهم من الهرطقات. هذا بجانب ما للاجتماع الكنسي اليومي للتسبيح من فاعلية لحفظ روح وحدة الكنيسة. كل تسبحة يومية تضم: الصلاة الربانية، وصلاة الشكر، ومجموعة من المزامير، ومقتطفات من الكتاب المقدس، وأربع هوسات (تسابيح) ولبش (تفسير)، كما تتضمن ثيؤطوكية خاصة باليوم، أي تطويب خاص بتمجيد الثيؤطوكوس (والدة الإله) إلخ. ملامح الثيؤطوكيات 1. في الثيؤطوكيات يُكَرِّر الشعب اسم "مريم" كعلامة على الصداقة الوثيقة التي تربط بينهما، والرغبة الأكيدة في دعوتها باسمها. في العهد القديم لم يحمل هذا الاسم إلاَّ أخت موسى وهرون (خر 15: 20 إلخ.؛ عد 12: 1-5). وقد وُجِدَت تفاسير متابينة لمعنى هذا الاسم من الجانب اللغوي ، نذكر منها: أ. كما أن اسميّ موسى وهرون مصريان أصيلان، فيُحتمَل أن يكون اسم أختهما أيضًا مصريًا "مريام"، مشتقًا عن كلمتين: "ميري"، مأخوذة من فعل "مر" أي يحب، فتعني "محبوبة"، و"يام"، كان مستخدمًا لدى المصريين للإشارة إلى الاسم الإلهي العبري "يهوه". بهذا فإن ميريام تعني "المحبوبة لدى يهوه" . ب. يرى الحاخامات القدامى أن اسم مريم يحمل رمزًا لمرارة العبودية التي عانى منها إسرائيل في مصر. كلمة "مريم في نظرهم مأخوذة عن العبرية Merur، جاءت عن قسوة معاملة المصرين لهم . ج. يرى بعض الكتاب المصريين الأوائل أن الكلمة العبرية "مريام"، جاءت مشتقة عن كلمتين: "مار" يعني "مر"، و"يم" يعني "بحر"، فكلمة "مريم" تعني "مرارة البحر". د. يرى البعض أن كلمة "مريم" هي مؤنث الكلمة الآرامية "مار" (سيد)، فتعني "سيدة". 2. استخدمت الثيؤطوكيات عددًا كبيرًا من ألقاب القديسة مريم مأخوذة عن أعمالها المتباينة وامتيازاتها المختلفة، مثل: - القبة الثانية، قدس الأقداس، وعاء المن الذهبي، المنارة الذهبية، المجمرة الذهب. - سيدتي، القديسة، غير الدنسة، العذراء الحقيقية، الحمامة الحسنة، الزهرة القديسة، الحجر الثمين. - الثيؤطوكوس، والدة عمانوئيل، أم الملجأ، أم القدوس، والدة الإله، والدة السيد، والدة الحبيب، أم يسوع المسيح، أم ابن الله. - فرح حواء، بهجة الأجيال. - فخر يهوذا، كرازة موسى، صديقة سليمان، ابنة يواقيم. - عليقة موسى المشتعلة، الحقل غير المُفلَّح الذي أنتج ثمرة الحياة، الكنز الذي اشتراه يوسف ووجد فيه اللؤلؤة المختفية، مرضعة ذاك الذي يقوت كل جسد، جبل (سيناء) العاقل، الجبل الذي رآه دانيال، - الكاملة، الطاهرة. - فرح الملائكة. -أم المسيح، أم كل حيَ . - السماء الثانية، الباب الشرقي، أورشليم مدينة ربّنا، الفردوس العاقل. - العروس الطاهرة للعريس الطاهر، غير الفاسدة، التي بلا عيب، الإناء المختار، العبدة. - معمل الاتحاد غير المنفصل (بين اللاهوت والناسوت). - فخر كل العذارى، سماء جديدة، المرأة (الواردة في رؤ 12)، "الشفيعة" . 3. الثيؤطوكيات غنية جدًا بالرموز الخاصة بالقديسة مريم، مقتبسة من الكتاب المقدس، مع عرض لاهوتي بسيط وعميق لأعمال القديسة، وامتيازاتها وعلاقتها بالثالوث القدوس، والسمائيين والمؤمنين وكل الجنس البشري. 4. خلال هذه التسابيح توضح الكنيسة سرّ التجسد، وسرّ خلاصنا مع جوانب كثيرة من لاهوت السيد المسيح. من أمثلة ذلك: * الله الكلمة الذي صار إنسانًا بغير افتراقٍ، واحد من اثنين: اللاهوت القدوس غير الفاسد، والناسوت الطاهر، من غير زرع بشر، مساو لنا كالتدبير. ثيؤطوكية الأحد * لم يزل إلها، أتي وصار ابن بشر، لكنه هو الإله الحقيقي، أتي وخلصنا. ثيؤطوكية الخميس 5. لا حاجة لنا أن نشير إلى الثيؤطوكيات وما تحمله من اتجاه إسخاطولوجي (أخروي)، إذ فيها تُعبِّر الكنيسة القبطية عن حياتها. فالثيؤطوكيات تشرح طقوس العهد القديم كرموزٍ وإشارات لسرّ التجسد من جانب الملكوت السماوي. نعطي مثالًا لهذا الاتجاه الأخروي بما ورد في ختام الثيؤطوكيات الواطس (من الأربعاء إلى السبت)، إذ جاء فيها: "يا ربنا يسوع المسيح حامل خطية العالم، احسبنا مع خرافك الذين عن يمينك. عند ظهورك الثاني، المخوف، لا نسمع برعدة أنني لست أعرفكم، بل نكون مستحقين لسماع الصوت، الممتلئ فرحًا، الذي لرأفتك، يصرخ قائلًا: "تعالوا إليَّ يا مباركي أبي، رثوا الحياة الدائمة إلى الأبد. يأتي الشهداء حاملين عذاباتهم، ويأتي الصديقون حاملين فضائلهم. يأتي ابن الله في مجده ومجد أبيه، ويجازي كل واحدٍ كأعماله التي صنعها.." 6. هذه الثيؤطوكيات في الواقع هي تسابيح ليتورجية، تُهيِّئنا روحيًا للشركة في ليتورجيا الإفخارستيا (القداس الإلهي)، للتمتُّع بالتناول من المن الحقيقي، جسد ودم يسوع المسيح، ابن القديسة مريم. 7. تَلْقيبها بالثيؤطوكيات يكشف لنا عن الأساس اللاهوتي الرئيسي في تكريم الأقباط للقديسة مريم، ألا وهو أنها "ثيؤطوكوس" أي والدة الإله، هذا مع الجوانب الأخرى مثل دوام بتوليتها وصداقتها القوية لإخوتها، أي الجنس البشري كله. 8. في النصوص والتسابيح المريمية الأصلية، تضع الكنيسة خطًا واضحًا للتمييز بين شخص يسوع المسيح الذي يلزم له العبادة، والقديسة مريم التي يليق بها التكريم. وذلك كما يقول القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص: [لنُكرم مريم ولنعبد المسيح.] كما يُحَذِّرنا القدّيس أمبروسيوس في هذا الشأن قائلًا: [بلا شك يلزم أن نعبد الروح القدس حين نعبد ذاك الذي تجسد بالروح القدس. لكن يلزم ألاَّ يطبق أحد هذا على مريم، فهي هيكل الله، لا إله الهيكل. إننا نعبد ذاك الذي عمل في الهيكل وحده.] 9. تحثّنا الثيؤطوكيات على التوبة. إذ نترنَّم في ختام ثيؤتوكيات آدام، قائلين: [مراحمك يا إلهي غير محصاة.. الخطايا التي صنعتُها يا ربي لا تذكرها، ولا تحسب آثامي. فإن العشار اخترته، والزانية خلصتها، واللص اليمين يا سيدي ذكرته. وأنا أيضًا الخاطئ يا سيدي علِّمني أن أصنع توبة.] |
11 - 01 - 2022, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: التسبحة اليومية والقديسة مريم العذراء
جميل جدا الرب يفرح قلبك |
||||
25 - 01 - 2022, 06:28 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التسبحة اليومية والقديسة مريم العذراء
شكرا على المرور |
||||
|