رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة صادقة لذلك ندعوكم إلى توبة حقيقيّة، إلى مراجعة الذات والتوقّف عند هذا الأمر بجديّة مطلقة. لأنّ خلاص نفوسنا على المحك، وهل هناك أهمّ من الخلاص يطمح إليه كلّ مسيحيّ. خلاصنا بأيدينا فمن الغباء أن نتغاضى عن العمل من أجله. لنرذل الخطيئة، ولا ندع الشيطان ينتصر علينا بأفكاره وميوله الشريرة، لأنّ هدفه تدمير كلّ ما هو من الله. وخصوصًا النفس البشريّة. ألسنا أهمّ مخلوقات الله وأعزّها إلى قلبه؟ ألم يدفع دم ابنه الوحيد ثمنًا لخلاصنا؟ لذلك، أصبحنا نحن الشغل الشاغل لإبليس، وعمله باختصار زرع الشرّ والفساد والحروب في العالم. إذن فلنقطع أسلاكه، ولنسلك فقط طريق يسوع باتباع وصايا الله وتعاليم الكنيسة المعصومة عن الخطأ، ولنبتعد عن كلّ إغراءات الخطيئة، فننال بذلك الحياة الأبديّة والسعادة التي لا نهاية لها بقرب خالقنا. أليس هذا أسمى رجاء في المسيحيّة؟! والكلّ يعرف نهاية من يسلك طرق الشرّ، وينغمس في الملذّات والميول الطائشة والشهوات الدنيئة. فهل نخسر حياة أبديّة من السعادة بسبب لذّة عابرة وسعادة مزيفة ، ونُلقى في جهنّم حيث نارها لا تنطفئ ونبقى فيها إلى الأبد؟! أو نتحمّل سماع هذه العبارة: "اغربوا عنّي يا ملاعين إلى النار المؤبّدة"؟! فماذا نختار وكلّ هذه الحقائق واضحة أمامنا وضوح الشمس. ولا نظن أنّ أحدًا سيصل إلى هذا الإجرام بحقّ نفسه حتّى يُقدم على إهلاكها. إنّه لمن الجهل والغباء وذروة الاستهتار بالنفس. إذن لنتب توبة كاملة عن قصد عدم الرجوع إلى الخطيئة ثانية، واليوم قبل الغدّ فالله رحوم غفور. كما استقبل الأب ابنه الضال العائد إليه بفرح كبير، هكذا الآب السماويّ ينتظر كلّ خاطئ يرتدّ، وكلّ ضال يعود ليستقبله بفرح عظيم مع ملائكته وقدّيسيه شفعائنا. فلنسرع في توبتنا الصادقة، لأنّه "لا نعرف متى يأتي ربّ البيت، يجب أن نكون مستعدّين لئلاّ يأتي ويجدنا نيام". "ولنمشِ في النور ما دام لنا النور لئلا يدركنا الظلام". أليست هذه أقوال يسوع؟ لماذا نصمّ آذاننا عن سماعها ولا نتأمّل بها؟ مهما تكن خطايانا كثيرة، المهمّ التوبة الصادقة: "توبوا إليّ فأتوب إليكم" (العهد القديم). ومثلنا في هذا توبة مريم المجدليّة الصادقة، التي حصلت على الغفران الكامل لجميع خطاياها لأنّها أحبّت كثيرًا، ولكن يسوع طلب منها ألاّ تعود إلى الخطيئة ثانية. |
|