تعليق مواطن عن التعذيب فى عهد المرشد .. و رد فعل فاطمة ناعوت
التعذيب فى عهد المرشد
هذا المقال والفيديو المرفق، ليس لنا، نحن الذين قرأنا تاريخ الإخوان جيداً وتعرّفنا على «الكود» النفسى والسياسى والوجودى الذى يُحركهم منذ ثمانين عاماً، وكذلك ليس للذين تأكد لهم هذا الكود، «عمليًّا»، عبر الشهور الماضية، بل هو لكل مصرى محترم وثق فى الإخوان؛ انتصاراً لثقافة «إدوهم فرصة»، أو انصياعاً لثقافة «عصر الليمون»، أو أولئك الذين تبنّوا فكرة (الأدق: وَهْم): «سأنتخب مرسى لأننى أستطيع أن أخلعه إن لم يَسِر بما يرضى الله»، وهلم جرا من ثقافات ونظريات وأوهام عديدة سمعناها أثناء فترة الانتخابات وأوصلتنا للدمار الذى نحن فيه، بعدما ثَبُت إخفاقها فى الأسابيع القليلة الماضية. على الريق كده، شاهدوا هذا الفيديو التاريخى، الذى لن يُمحى أبد الدهر من سجلّ الأمن فى عهد المرشد: هذا فيديو يحكى فيه مواطنٌ مصرى ما مورس عليه من صنوف التعذيب وإهدار الكرامة ووأد الآدمية على يد نظام مرسى البوليسى. لم أشأ أن أضع لكم فيديو عمر، الطفل بائع البطاطا، وهو يحكى أحلامه البسيطة التى قصفها رصاصُ نظام مرسى. أحلاما (كانت) تناسب طفولته التعسة وفقره وأسرته التى كان «يجرى» على رزقها بشىّ البطاطا والتجوال بها فوق عربته من مطلع الشمس وحتى منتصف الليل. لم أضع لكم كلامه قبل مصرعه، كيلا «أغلق» عليكم يومَكم، حالَ كنتم تبدأونه بقراءة هذا المقال، الذى يُدمينى، بقدر ما يُدمى قلبَ مصرَ المنذور للوجع والاستلاب على يد حكّامها الذين أخفقوا جميعاً فى حبّها، حتى جاء من لم يكتف بعدم الحب، بل تجاوزه ليُدخلنا فى خانة «الانتقام» من مصر ومن بنيها. لن أضع لكم فيديو الشهيد الصغير، الذى جعلنا نقارن بين «عمر» الطفل الذى يجمع القروش القليلة لينفق على أسرته، وبين «عمر» الذى صحا من نومه فجأة ليجد أباه قد امتلك مصر بما فيها ومَن فيها، لتقرروا بأنفسكم مَن منهما «عُمَرُنا» وعُمَرُ مصر، ومَن طارئٌ لا نعرفه بقدر ما لا يعرفنا أبوه. إذاً سأكتفى بعرض شهادة مُعذّب تكلم عن تعرية وركل وإدخال عصى فى الأجساد وصعق بالكهرباء. اسمه «أيمن مهنّى» موظف بشركة توزيع كهرباء الإسكندرية، يحكى ما جرى له يوم الأحد 3-2-2013 بسموحة أثناء ذهابه لدفع فاتورة هاتفه المحمول فأُلقى القبض عليه ضمن متظاهرين انتفضوا غضباً لسحق كرامة المواطن المسحول المُعرّى «حمادة صابر». ضربه أفراد الأمن المركزى على رأسه ليفقد الوعى ويفيق داخل مدرعّة فيكتشف أن فرد الأمن قد جعله سُلَّماً يصعد فوقه ليلقى قنابل على المتظاهرين وينزل ليحضر غيرها. بعد فض المظاهرات أوثقوه بالحبال ووضعوا رأسه فى كيس أسود، ثم جردوه من متعلقاته واقتادوه لمعسكر الأمن المركزى ليمارسوا عليه ساديتهم ويفرغوا فيه أمراضهم. سيستوقفكم، مثلى، مناداة الأمن للمعتقلين بكلمة: «كافر عدو الله»، وهم يكهربون أجسادهم لكى يقرّوا بأنهم منتمون لجماعة «بلاك بلوك»، وإلا لن يروا النور أبداً. فى آخر الفيديو، أنصتوا لهذا الشابّ وهو يتمنى الموت قبل مواجهة طفله الصغير بعد ما رأى من صنوف الويل. لأن الصغيرَ حتماً سيسأله عن تبرير لما حدث، لا يملكه.
الوطن