الامبراطور كاليجولا الطاغية الروماني الرهيب
غايوس قيصر والذي اطلق عليه فيما بعد اسم الامبراطور كاليجولا ، هو احد الاباطرة الرومانيين الذين حكمو ا الامبراطورية الرومانية في الفترة من 37 الى 41 ميلاديا ، وعرف عن الامبراطور كاليجولا انه كان احد اكثر الطغاة في تاريخ الامبراطورية الرومانية على الرغم من سنوات حكمه القليلة .
ملخص عن حياة الامبراطور كاليجولا :
ولد الامبراطور كاليجولا او غايوس قيصر في 31 اغسطس من عام 12 ميلاديا في مدينة انتيوم التي تعرف اليوم باسم انزيو في ايطاليا ، وكان غايوس قيصر ترتيبه الثالث ضمن ستة ابناء لجيرمانيكوس واغريبينا الاكبر ، وكانت عائلة الامبراطور كاليجولا عائلة رومانية متميزة ، حيث كان جده الاكبر هو يوليوس قيصر الامبراطور الروماني الشهير ، وكان والده جيرمانيكوس زعيم محبوب من شعب روما ، على عكس ابنه الامبراطور كاليجولا الذي سوف يحكم الامبراطورية بالغرور والقسوة فيما بعد .
كان غايوس الصغير قريب من والده ، ففي سن الثالثة من عمره كان يرافق والده في الحملات العسكرية التي يقودها ، وخلال هذا الوقت اكتسب غايوس لقب كاليجولا والذي يعني في اللغة اللاتينية اسم الحذاء الصغير ، واستمر هذا الاسم عالق معه لبقية حياته وحتى وفاته .
مأساة عائلية تغير مصير كل شئ :
عندما ولد الامبراطور كاليجولا ، كان حكم الامبراطور اوغسطس قد وصل الى نهايته ، فقد تدهورت صحة الامبراطور اوغسطس وكان يجب تجهيز وريث العرش من بعده ، لذلك قام بتعيين الامبراطور تيبريوس ، وكان تيبريوس قائد غير محبوب نظرا لمواقفه السياسية السابقة ، وكان اختياره كوريث للعرش مع شرط واحد ، وهو انه اذا تم رفضه من قبل شعب بروما سوف يكون مجبرا على ترك العرش لجيرمانيكوس والد كاليجولا .
وفي 19 اغسطس، في عام 14 ميلاديا توفى الامبراطور اوغسطس ، وبعدها تولى تيبريوس الحكم ، الذي قام بارسال جيرمانيكوس الى مقاطعات روما للقيام بمهام دبلوماسية ، وهناك اصيب جيرمانيكوس بالمرض وسرعان ما مات هناك ، وقد ظهرت نظريات بين المؤرخين ربطت بين تيبريوس ووفاة منافسه السياسي جيرمانيكوس .
اما عن اغريبينا الكبري زوجة جيرمانيكوس ووالدة الامبراطور كاليجولا ، عندما علمت بوفاة زوجها غضبت وشعرت بوجود مؤامرة لقتل زوجها وقررت الانتقام والثأر له ، ولكن تيبريوس لم يعطيها الفرصة لذلك ، وقام بسجنها في احدى الجزر النائية ، وقام بتجويعها حتى الموت ، ثم قام الامبراطور تيبريوس بسجن ابنها الاكبر الذي انتحر في السجن ، ومات اخيه من الجوع بعدما حبسه الامبراطور تيبريوس .
وبسبب صغر سن كاليجولا كان مجبر على العيش مع جدته ليفيا زوجة الامبراطور السابق اوغسطس ، وعاش معها فترة مراهقته مع اخته دروسيليا ، وفي عام 31 ميلاديا ، تم استدعاء كاليجولا الى جزيرة كابري عن طريق قاتل عائلته الامبراطور تيبريوس ، ولكن كاليجولا سيطر على غضبه واظهر الاحترام لتيبريوس ، ولكن هذا ادى الى خلل في نفسيته ، فقد اصبح سعيدا بمشاهد القتل والاعدام التي يقوم بها الطاغية تيبريوس .
كاليجولا والوصول الى السلطة :
في مارس من عام 37 ميلاديا ، اشتد مرض الامبراطور الطاغية تيبريوس ، ثم توفى بعد مرضه بشهر واحد ، وظهرت شائعات بان كاليجولا قد قام بخنقه ، ولكن هذه الشائعات لم تلقى اي صدى لدى معظم الناس ، فقد كان الرومان سعداء بموت الامبراطور الطاغية ، وفي هذا الوقت اصبحت السلطة في يد كاليجولا بشكل جزئي ، وكان الناس يعتقدون ان كاليجولا يمتلك نفس صفات والده العظيم ، الراحل ، وقام مجلس الشيوخ الروماني بتنصيب الامبراطور كاليجولا البالغ من العمر 24 عاما وقتها ، والذي لم يكن يملك اي خبرات في الحكم والدبلوماسية او الحروب .
وفي بداية فترة حكمه ، قام الامبراطور كاليجولا بالكثير من الاعمال الجيدة والحماسية من وجهة نظر الشعب ، حيث قام باطلاق سراح المواطنين الذين سجنهم الامبراطور السابق ظلما ، والغى الضرائب التي فرضها الامبراطور تيبريوس من قبل والتي كانت لا تحظى بشعبية لدى الشعب الروماني ، كما قام الامبراطور كاليجولا بالعديد من الاحتفالات والمسابقات التي تسعد الشعب الروماني مثل سباق العربات ، ومباريات الملاكمة ، والمسرحيات وعروض المصارعة .
ولكن بعد ستة اشهر من حكم الامبراطور كاليجولا ، اصيب بمرض شديد وظل بين الحياة والموت لمدة شهر تقريبا ، وفي اكتوبر من عام 37 ميلاديا تعافى الامبراطور كاليجولا ، ولكن كان من الواضح ان شخصيته قد اختلفت اختلافا كبيرا .
حيث تعرض الامبراطور كاليجولا للعذاب بسبب الصداع الذي كان يتملكه طوال الليل وكان يجعله يجوب القصر طوال الليل ولا يستطيع النوم بسببه ، ويبدو ان طباع الامبراطور كاليجولا قد تغيرت كثيرا ، فاصبح يتباهى بسلطته وقام بالقضاء على منافسيه السياسيين ، واجبر الاباء على مشاهدة اعدام ابنائهم ، ولكن الامر الاكثر قذارة هو اعلان الامبراطور كاليجولا انه آله حي من دون الله ، وأمر ببناء جسر بين قصره وبين كوكب المشتري ، حتى يتمكن من اجراء مشاورات مع الآلهه هناك - بحسب زعمه .
وسرعان ما بدأ الغضب والكراهية تدب في نفوس شعب روما تجاه الامبراطور كاليجولا ، وبدأ مجموعة من النشطاء في تكوين حملة سرية للتخلص منه ، وفي يناير من عام 41 ميلاديا ، تعرض الامبراطور كاليجولا لهجوم عن طريق من مجموعة الحراس التابعين لتلك المجموعة ، وذلك في اعقاب احد الاحداث الرياضية والتي تم من خلالها عملية الاغتيال ، حيث تم طعن الامبراطور كاليجولا حوالي 30 طعنة والتي ادت الى مقتله ، ثم تم القاء جثته في قبر عميق ، ثم قاموا بقتل زوجته وابنته ايضا .
وفاة الامبراطور كاليجولا دفعت مجلس الشيوخ الى اصدار الاوامر بتحطيم تماثيله على امل حذفه من تاريخ روما الى الابد ، ومع ذلك وعلى الرغم من مرور اكثر من الفي عام على حكم الامبراطور كاليجولا ، يعتبر ارث الامبراطور كاليجولا جزء هام من التاريخ الروماني .