رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذ رفضوا تأديبات الرب، وأبوا الرجوع إليه سقطوا فريسة لعدو الخير، الذي يشبه أسد الوعر، وذئب المساء، والنمر الكامن حول مدنهم، قائلًا: "من أجل ذلك يضربهم الأسد من الوعر. ذئب المساء يهلكهم. يكمن النمر حول مدنهم. كل من خرج منها يُفترس، لأن ذنوبهم كثرت، تعاظمت معاصيهم" [6]. إذ ازداد الجهلاء والمثقفون في عنادهم ومقاومتهم لإرادة الله لم يبقَ أمامهم إلا الهلاك الأكيد الذي لا مفر منه، وذلك بواسطة: أ. الأسد: "يضربهم الأسد من الوعر" [6]. وُجدت الأسود في فلسطين حتى القرن الثاني عشر الميلادي، وقد انقرضت. من أحب الأماكن لسكناها هناكهي الغابات والأحراش القائمة على ضفتيّ الأردن (إر 49: 19؛ 50: 44)، كما وُجدت في جبل حرمون (نش 4: 8)، وفي السامرة (2 مل 17: 25)، وفي البرية الواقعة جنوب يهوذا (إش 30: 6). كان صيد الأسود هو الرياضة المحببة لدى ملوك الأشوريين. أستُخْدِمَت أشكال الأسود في هيكل سليمان (1 مل 7: 29، 36)، وفي عرشه (1 مل 10: 19-20). يُستخدم الأسد كرمز لرعاية الله وحراسته لأولاده (رؤ 5: 5)، كما يُستخدم لغضبه (إر 25: 30). أُستخدم أيضًا كرمز لإبليس المفترس (1 بط 5: 8)، وللأنبياء الكذبة المهلكين (حز 22: 5) وللملك الغاضب (أم 25: 30). من علامات السلام في المُلك المسياني أن يربض الأسد والحمل معًا (إش 11: 7)، كما أن المخلوقات الحية الحاملة عرش الله تحمل شكل وجه أسد (حز 1: 10؛ رؤ 4: 7). هنا -في هذا الأصحاح- يضرب الأسد من الوعر، يُهلك بلا رحمة، قادمًا من البرية! ب. الذئب: "ذئب المساء يهلكهم" [6]. يختلف الذئب في فلسطين عنه في أوربا، وهو لا يزال موجودًا فيها. يتصف الذئب بشدة الافتراس والشراسة (إش 11: 6؛ حب 1: 8)، يفترس الغنم (جا 13: 17؛ يو 10: 12). اعتاد أن يختفي في النهار ويخرج ليلًا يطلب فريسته، لذلك يقول: "ذئب المساء يهلكهم"، إشارة إلى حلول الهلاك ليلًا وهم في غير يقظة روحية. جاء في سفر صفنيا: "لا يبقون شيئًا إلى الصباح" (صف 3: 3). إن كان الأسد أقوى من الذئب وأعنف منه، لكنه غالبًا مالا يفترس الإنسان ما دام في حالة شبع، أما الذئب فشره، يفترس حتى وإن كان شبعانًا. وكأن الله يريد أن يؤكد لهم أنهم يصيرون فريسة للعدو حتى وإن كان العدو في غير احتياج؛ إنه يفترس لمجرد رغبته في الافتراس. اُستخدم الذئب أيضًا كمديح عندما بارك يعقوب سبط بنيامين (تك 49: 27)، مشيرًا إليهم كالذئب في المهارة الفائقة حتى لا يعوزهم طعام. ج. النمر: "يكمن النمر حول مدنهم" [6]. كاد أن ينقرض النمر من تلك المنطقة. كان موجودًا بسبب وجود الغابات الكثيفة؛ حاليًا يوجد نادرًا في بعض المناطق غير الآهلة بالسكان بلبنان وشرقي الأردن. يُشبَّه العدو بالنمر الذي ينتظر الغروب ليتربص للفريسة، سواء كانت إنسانًا أو حيوانًا. أحيانًا يربض ثلاثة أيام متوالية بلا حراك يترصد الصيد في صمت مرعبٍ قاتلٍ. يُعرف النمر بقوته (د1 7: 6)، وسرعة حركته (حب 1: 8)، لذا قيل أن الوحش البحري "شبه النمر" (رؤ 13: 2). هذا ويشير إلى عدم إمكانية التغيير من طبيعة الافتراس والعنف، إذ قيل: "هل يغير الكوشي جلده أو النمر رقطة؟!" (إر 13: 23). لكن إن دخل النمر إلى العضوية في الملكوت المسياني تتغير طبيعته، عندئذ "يربض النمر مع الجدي" (إش 11: 6). في رسالة للقديس كبريانوس يتحدث فيها عن عدم التجاوب مع تأديبات الرب يقول: [هوذا الضربات حالة من عند الله، ولا توجد مخافة الرب! هوذا اللطمات والجلدات من فوق ليست معدومة ولا يوجد رعب ولا خوف!] كما يقول الأب غريغوريوس الكبير في كتابه عن الرعاية: [هناك فارق بين أن تنصح الذين يخافون التأديب فيعيشون في نقاوة، والذين يتقسون في الشر فلا ينصلحون حتى بالتأديبات]. [إنه يجلب علينا نار الضيقة لكي ينقينا من صدأ الرذائل، لكننا لا نتخلص من صدأنا بالنار ما لم نترك الرذائل وسط الضيقة]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | عظة إرميا النبي في دار بيت الرب |
آرميا النبي | ولا يقولون بعد حيّ هو الرب |
آرميا النبي | قبول تأديبات الرب |
آرميا النبي | يعلن الرب لإرميا النبي حدود خدمته |
حزقيال النبي | تأديبات الرب فهي |