رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوتهم لدخول مصر: إذ سمع فرعون وعبيده بلقاء يوسف مع إخوته فرحوا جدًا [6]، إذ كان الكل يحب يوسف، وكان فرعون سخيًا للغاية إذ طلب من يوسف: "قل لإخوتك افعلوا هذا: حملوا دوابكم وانطلقوا واذهبوا إلى أرض كنعان، وخذوا آباءكم وبيوتكم وتعالوا إليَّ فأعطيكم خيرات أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض. فأنت قد أمرت، افعلوا هذا، خذوا لكم من أرض مصر عجلات لأولادكم ونساءكم واحملوا أباكم وتعالوا. ولا تحزن عيونكم على أثاثكم، لأن خيرات جميع أرض مصر لكم" [17-20]. ما هي خيرات أرض مصر وما هو دسم أرض مصر التي اشتهى فرعون أن يقدمها لإخوة يوسف محبة في أخيهم المحبوب لديه إلاَّ إشارة إلى أسرار ملكوت الله وفيض غنى السماء الذي صار لنا من قبل الله خلال يوسف الجديد المحبوب لدى الآب. لقد سألهم أن يأخذوا عجلات لهم ولأولادهم ولنسائهم ويأتوا لينعموا بخيرات جميع أرض مصر لتكون لهم. ما هذه التي تحملنا إلاَّ أعمال الله الخلاصية ووسائط الخلاص من تمتع بكلمة الله وأسرار الكنيسة مع الصلوات والمطانيات الأمور التي تلهب القلب لينطلق بالروح القدس لا لينعم بخيرات أرض مصر إنما بخيرات السماء عينها. من بين هذه العجلات الإلهية سرّ المعمودية كمثال. فنسمع القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس يقول: [الاستنارة هي المعمودية. الاستنارة مركب تسير نحو الله، مسايرة المسيح، رأس الدين، تمام العقل. الاستنارة مفتاح ملكوت السموات، استعادة الحياة، عتق العبودية، انحلال الرباطات]. أما العجلة الثانية التي تنطلق بنا إلى المجد فهي ذبيحة الأفخارستيا، فقد جاء في قداس آدم وماري السرياني: [هذه التقدمة التي لخدامك... فلتكن غفرانًا عن معاصينا ومحوًا لخطايانا، ونورًا عظيمًا للقيامة من بين الأموات، وحياة جديدة في ملكوت السموات]... هكذا نقول أن أعمال الروح القدس في حياة الكنيسة هي أشبه بعجلات إلهية قادرة أن ترفعنا إلى حضن الآب خلال تثبيتنا في المسيح يسوع ربنا. |
|