|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثُمَّ قالَ يسوعُ لِتَلاميذِه: مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني، "يَتبَعْني" في الأصل اليوناني ἀκολουθείτω (معناه أن يكون قريبا من ويلتصق بي) فتشير إلى التسليم الكامل والمخاطرة حتى الموت دون أي رجوع أو نكوص، إذ ربط يسوع بين مصيره ومصير تلميذه. فعلى التِّلميذ أن يتبع الرَّبّ بالخضوع لإرادته وبالاقتداء بحياته. فان لم يكفر من أجله بنفسه ويجعل حياته ثمنا للخلاص فلن يستطيع أن يكون تلميذه. ويُعلق القدّيس أوغسطينوس "يحبّ الجميع الارتفاع بالمَجْد، لكن التواضع هو السّلّم التي يجب تسلّقه للوصول للمَجد. لذا، فيسوع لم يقل فقط: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه"، لكنّه أضاف: "فليَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني "(العظة 96). فإذا كان مَن يُحيينا قد تواضع إلى هذا الحدّ، فكم بالحريّ نحن علنيا أن نتواضع. وهناك ثلاثة شروط ينبغي أن يتممها كلُّ من يريد أن يتبع يسوع: الاستعداد للزهد في الذَّات، وحمل الصَّليب، وتسليم حياته للمسيح أي طاعة كاملة لكلِّ ما يسمح به الله. لا سلامَ للنفس ولا رجاءَ بالحياة الأبديّة إلاّ بالصَّليب. وفي هذا الصَّدد يقول كتاب الاقتداء بالمسيح "إن حملت الصَّليب طوعًا، حملك هو". لا يمكن أن يكون الإنْسَان مسيحيًا إلاّ بإنكار الذَّات وحمل الصَّليب. |
|