رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مارمرقس أعطانا مفهوم جديد للصليب † ليس هذا فقط بل الأكثر من ذلك يا أحبائي أن مارمرقس عندما تكلم عن أحداث الصلب في يوم الجمعة العظيمة قال: "وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ" (إنجيل مرقس 15: 25). وقد علمتنا الكنيسة في الصلاة بالأجبية أن نقول: "يا رب يا من في اليوم السادس وفي وقت الساعة السادسة سمرت علي الصليب"، فلماذا قال مارمرقس في الساعة الثالثة صلبوه؟ في الظاهر يبدو أن هناك اختلاف ولكن الحقيقة أنه لا يوجد أي اختلاف لأن مارمرقس لم يقل وكانت الساعة الثالثة صلبوه بل قال "فصلبوه". "الفاء" هذه معناها أن هناك فترة زمنية من الساعة الثالثة حتى الصلب. ففي الساعة الثالثة صدر الحكم بصلب المسيح وبدأ المسيح يدخل في سلسلة من الإهانات ومن التعيير ومن الجلد إلى أن علق على الصليب في الساعة السادسة. وهنا أعطانا أبونا مارمرقس طقس جديد، ومفهوم جديد لحمل الصليب مع المسيح. † فالمسيح يقول "وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (إنجيل لوقا 14: 27) أي من أراد أن يكون لي تلميذًا يحمل صليبه ويتبعني. وبالطبع كلمة "يحمل صليبه" لا تعني أن نُسَمر على الصليب مثله، بل تعني المفهوم الذي أعطاه لنا مارمرقس حيث اعتبر جلد السيد المسيح والتفل عليه والتعيير والشتيمة والإهانة كل هذا صلب للمسيح وأعطانا مفهوم جديد لآية بولس الرسول "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 20). فنحن مدينين بهذا المفهوم للقديس مارمرقس. |
|