رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشهيد العظيم مرقوريوس أبى سيفين الرب يدعو والديه للإيمان ذات يوم بينما كان ياروس وفيروس في الغابة يصطادان وقد نصبا شباكهما وتواريا انتظارا لوقوع صيد في الشبكة ودق الأجراس المُثبتة بها ، فلما صلصلت الأجراس ذهبا ليقبضا على الفريسة ، ولكنهما وجدا أن الشبكة بها عملاقان من آكلي لحوم البشر وهما في ثورة عارمة وقد قطعا كل شيء من حبال وأوتاد وكان منظرهما مُهلعاً فأنيابهما حادة جدا ومخالبهما كالأسود ، وشعورهما خشنة مشعثة مخيفة وعيونهما تتقد شرارا . ولذا كثيرا ما كان يُطلق عليهم لفظ " جنس وجوه الكلاب " لبشاعة منظرهما . وتقدم العملاقان إلى الجد " فيروس " وقفزا عليه وسرعان ما التهماه ، وعندما نظر " ياروس " هذا سقط مغشيا عليه . ما كاد العملاقان يشمران عن ساعدهما لإفتراس " ياروس " حتى سمعا صوتا من السماء بلغتهم الخاصة يقول لهم :- " يا هريفس وارغانا قفا ولا تقربا إلى هذا الإنسان الملقى على الأرض لأنه سيكون إناءا مختارا لي هو وابنه " . وعندما عاد " ياروس " إلى نفسه وتأكد أنه لا يزال حيا يرزق وأخذ يتأمل في كل ما يجري حوله ، إذا نور عظيم يضيء في الغابة ويسمع " ياروس " صوت الرب يقول له :- " يا ياروس الوثني الذي لم تعرفني ... أنا خالق الجميع وخالق الكون العظيم ... أنا يسوع المسيح أدعوك إلى نور الإيمان ... لقد اخترتك اناء مختار لي ... واخترت ابنك ليكون اناء مختار لي وسيحمل اسمي أمام الملوك والحكام ويصبح اسمه عاليا في الأرض والسماء ... ولا تتعجب يا ياروس من آكلي لحوم البشر هؤلاء فقد تحولا إلى ملائكة وهم يحرسونك ... والآن ستكون مسيحيا وستكون زوجتك مسيحية وأما ابنك فسيكون بطلا شجاعا ... والآن قم وامضي مع هريفس وارغانا إلى مدينتك وأذهب إلى الأسقف وتعمد على اسم الآب والابن والروح القدس أنت وزوجتك والعملاقين ... والعملاقان لا تخف منهما فسيكون لك منهما نعمة جزيلة وستحدث عجائب على ايديهما... هيا يا ياروس قم معهما إلى المدينة " . قام ياروس ومضى مع العملاقين إلى المدينة وكان يسير معهما كأنهم ثلاثة أخوة أشقاء أحباء ، ولما اقتربوا من المدينة أشار ياروس عليهما أن يختبؤا خارج المدينة حتى الغروب لئلا ينظرهما أهل المدينة بهذه الهيئة فيرجمونهما بالأحجار ويقتلونهما في سوق المدينة ، ثم مضى ياروس إلى منزله . فلما قابلته زوجته سألته عن سبب تأخره كل هذه المدة ألعله لم يظفر بصيد ؟! فأجابها أنه ظفر بصيد هو بالحقيقة أثمن من كل صيد . وبدأ يقص عليها الحادث الأليم والتعزيات السماوية والرؤيا الإلهية فقاطعته قائلة:- عجبا فإن ذاك الصوت الذي ناداك قد أرسل ملاكه وكشف لي ذلك الأمر بعينه . وفي المساء أدخل العملاقين عنده وفي باكر الغد مضى الجميع إلى أسقف المدينة وأعلموه بكل ما حدث ففرح بهم ووعظهم ثم عمدهم وأعطاهم أسماء جديدة فدعى ياروس نوح وزوجته السفينة والعملاقين باسم " هدفارس " و " مندريا " . ومنذ ذلك الحين أخذت العائلة على عاتقها السلوك في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم وكانت تُكثر من عمل الصدقة . |
|