رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قَلْبُهُ صُلْبٌ كَالْحَجَرِ، وَقَاسٍ كَالرَّحَى [24]. يقول السيد المسيح: "إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم" (مت 3: 9). ما هي هذه الحجارة التي تهب لإبراهيم أولادًا سوى عبدة الأصنام، الذين يعبدون الحجر، وأبناء إبليس الذين يحملون قلبه الصلد الحجري (أي 41: 24)، ليصيروا أولاد الله حاملين إيمان إبراهيم. يرى البعض أن الحيوانات المفترسة الضخمة، مشاعرها ضعيفة، وقلبها قاسٍ إن صح التعبير، لا تبالي بصرخات الفريسة، والدماء المسفوكة منها وهي بين أنيابها. يختار هنا حجر الرحى السفلي، لأنه يلزم أن يكون أقسى وأثقل من الحجر العلوي، حتى يحتمل حركة الحجر العلوي وضغطه عليه. ربما يتساءل البعض: ألا تُعطى فرحته للشيطان أن يتوب؟ منذ سقوطه وهو ليس فقط في تصميم على مقاومة الله، وإنما يتزايد عنفًا في موقفه، بل ويثير البشرية للتشبه به، ومشاركته عنفه وقسوة قلبه، فمع الزمن يمتلئ بالأكثر كأس شره ولا يبالي بالعقاب الأبدي أنما يجد مسرته أن يشاركه بنو البشر هذا المصير. * قلب العدو القديم سييقى كالحجر، فإنه لن يلين بأية ندامة للتوبة. إنه سيتهيأ فقط لنفخات العقوبة الأبدية. البابا غريغوريوس (الكبير) *إنه عنيف، لا يعرف الشفقة ولا يمكن تهدئته في القلب. وكما يقول عنه الكتاب المقدس: "قلبه قاسي كحجر، يقف كالسنديان لا يُضرب" (أي 24:41) LXX . لكن المسيح يضعه تحت أقدام القديسين. يقول: "ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو، ولا يضركم شيء" (لو 19:10). القديس كيرلس الكبير * هكذا أيضًا يُغير الشيطان نفسه في شكل ملاك نور (كو 14:11)، لا لكي يصعد مرة أخرى إلى حيث كان، إذ قلبه صلب كالسنديان، فصارت إرادته عاجزة عن أن تتوب. إنما يفعل هذا بقصد إغراق السالكين في حياة ملائكية في ظلمات العمى والكفر المهلك.ذئاب كثيرة تجول في ثياب حملان (مت 15:7)، نعم ثيابها ثياب حملان، وليس حوافرها أو أسنانها. وإذ هم يسيرون في الجلد الناعم يخدعون الأبرياء بمظهرهم، فيبثون فيهم من أنيابهم سم الدنس المهلك. القديس كيرلس الأورشليمي * إنني سأعلن في ثقة أنه يوجد من لا يتأثر كثيرًا بواسطة "مطرقة الأرض كلها". وحيث أن المثال قد قدم عن مطرقة يمكن إدراكها، ابحث عن مادة أقوى من المطرقة لا تتأثر بضرباتها. بالبحث عنها وجدتها فيما كتب: "أنظر إنسانًا يقف فوق الحصون من الأدمنت (حجر صلب كان يُظن أنه لا يُقطع، وقد ظن البعض أنه الماس). يسجل التاريخ عن الأدمنت أنه أقوى من كل مطرقة تضربه، إذ لن ينكسر ولا يلين. حتى إن كانت المطرقة هي إبليس يقف عليها، والحية التي بسنديانها الذي لا يُقهر تضعه تحتها، لكن الأدمنت لا يتأثر قط متى استقر في يد الله وتحت رعايته. هكذا فإن المقاومين للأدمنت هما المطرقة والسنديان الذي لا يتحرك. غير أنه يوجد بالحقيقة مثل شائع جدًا عند الأمم في اللغة العامية بخصوص الذين يعانون من القلاقل والظروف الصعبة للغاية. يقولون: إنهم بين المطرقة والسنديان. إلا أنه يمكن القول أن هذا يشير إلى الشيطان والحية، اللذين دائمًا يُقصدان بمثل هذين الاسمين في الأسفار المقدسة لأغراض متباينة. ويمكنك القول أن الشخص المقدس الذي هو حصن أدمنتي أو أنه أدمنت في يد الرب لا يتأثر لا بالمطرقة ولا بالسنديان، بل كلما ضرب ازداد بهاء فضيلته المشرقة .* يقول: "هكذا أراني وإذا الرب واقف على حائط صلد (ماسي)، وفي يده كان صلدًا" (عا 7: 7 LXX ). فإن كان الشيطان هو مطرقة صلدة من فوق والتنين مثل السندان الصلد (أي 41: 15) قائم من أسفل، يكون صلدًا من هو في يد الرب وتحت حمايته فلا يستسلم قط. فإن الإنسان القديس هو حائط صلد، وإذ يبقى في يدي الرب لا يعاني شيئًا حتى وإن وضع بين المطرقة (إبليس) والتنين (السندان). وكلما نزلت عليه الطرقات تصير فضيلته أكثر بهاءً. فالشيطان إذ يجهل هذا النوع من الصخور (الصلدة) يود أن يحللها بضربات كثيرة كمطرقة صلدة، لكن الله وحده يعرف طبيعتهم جيدًا . العلامة أوريجينوس |
|