منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 04 - 2014, 05:34 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

أهمية الأفراز في الممارسات الروحية

إن جنوح الإنسان إلى يمنة التناهى فى الفضيلة (التطرف اليمينى) خطر رهيب، لذلك يقول الحكيم "لا تكن بارًا كثيرًا ولا تكن حكيمًا بزيادة. لماذا تخرب نفسك" (جا7: 16).
كما أن الميل إلى يسرة التناهى فى الرذيلة (التطرف اليسارى) هلاك محقق كما يقول الحكيم "لا تكن شريرًا كثيرًا ولا تكن جاهلًا. لماذا تموت فى غير وقتك" (جا7: 17).
لذلك صار الإفراز بين الفضائل مثل القائد بين العسكر، فالجنود إذا لم يكن لهم قائد يقودهم ويدبرهم ينهزمون ويهلكون كذلك الفضائل إذا لم يكن فيها إفراز تهلك وتباد.
الإفراز يدبر كل وصية تُنفذ ويصون كل فضيلة تُعمل ولا يدعها تهلك وتضيع، ويقود العقل إلى الطريق الوسطى الملوكية ولا يدعه يجنح إلى الطريق الأيمن (التطرف والمغالاة)، ولا إلى الطريق الأيسر (اللامبالاة) ويقول سليمان الحكيم "لا تمل يمنة ولا يسرة. باعد رجلك عن الشر. إنزع عنك التواء الفم، وإبعد عنك انحراف الشفتين، لتنظر عيناك إلى قدامك وأجفانك إلى أمامك مستقيمًا. مهد سبل رجلك فتثبت كل طرقك (أم 4: 24 - 27). لذلك يصلى الكاهن فى تحليل نصف الليل قائلًا "إخضع العدو الشرير تحت أقدامنا ولا تجعل له فينا نصيبًا لا بضربة شمال ولا يضربه يمين.. نجنا يا سيدى من التجارب الرديئة والأشراك المنصوبة المرئية وغير المرئية.

أهمية الأفراز في الممارسات الروحية
ويذكر لنا بستان الرهبان القصة التالية:
إجتمع جماعة من الآباء عند القديس الأنبا أنطونيوس وتباحثوا فى أى الفضائل أكمل وأقدر على حفظ الإنسان من جميع مصائد العدو؟
فمنهم من قال أن الصوم والسهر فى الصلاة يقوّمان الفكر ويلطفان العقل ويسهلان للإنسان سبيل التقرب إلى الله، ومنهم من قال أنه بالمسكنة والزهد فى الأمور الأرضية يمكن للعقل أن يكون هادئًا صافيًا خالصًا من هموم العالم فيتيسر له التقرب إلى الله، وآخرون قالوا إن فضيلة الرحمة أشرف جميع الفضائل لأن الرب يقول لأصحابها كما وعد تعالوا إلى يا مباركى أبى رثوا المُلك المُعد لكم قبل تأسيس العالم.
وبعد إنتهائهم من المباحثة والكلام قال الأنبا أنطونيوس: حقًا إن كل الفضائل التى ذكرتموها نافعة ويحتاج إليها كل الذين يطلبون الله ويريدون التقرب إليه، إلا أننا رأينا كثيرين أهلكوا أجسادهم بكثرة الصوم والسهر والإنفراد فى البرارى والزهد، حتى أنهم كانوا يكتفون بحاجة يوم واحد ويتصدقون بكل ما يمتلكون ومع ذلك رأيناهم وقد حادوا عن المسلك القويم وسقطوا وعدموا جميع هذه الفضائل وسبب ذلك أنهم لم يستعملوا الإفراز.
إن الإفراز هو الذى يعلـّم الإنسان كيف يسير فى الطريق المستقيم الملوكى وكيف يحيد عن الطريق الوعرة. إن الإفراز يعلـّم الإنسان كيف لا يُسرق من الضربة اليمينية بالإمساك الجائر وكيف لا يُسرق من الضربة الشمالية بالتهاون والإسترخاء. إن الإفراز هو عين النفس وسراجها كما أن العين هى سراج الجسد. وبخصوص الإفراز حذر الرب قائلًا: إحذر لئلا يكون النور الذى فيك ظلامًا، فبالإفراز يفحص الإنسان سلوكه وأقواله وأعماله، وبالإفراز يفهم الإنسان الأمور ويميز جيدها من رديئها ونتأكد ذلك من الكتاب المقدس، فشاول الملك لما لم يمتلك الإفراز أظلم عقله فلم يفطن إلى أهمية ما قاله الله على لسان صموئيل النبى فأغضب الله بذلك التصرف الذى به كان يظن أنه يرضى الله ونسى أن الطاعة لله أفضل من تقريب الذبائح "هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما بإستماع صوت الرب. هوذا الإستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش. لأن التمرد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم (1صم 15). والرب يسمى الإفراز ربانًا ومدبرًا لسفينة حياتنا. والكتاب يقول إن الذين ليس لهم مدبر يسقطون مثل ورق الشجر، وأيضًا يقول "إن الإنسان الذى يعمل أموره بغير مشورة ولا إفراز يشبه مدينة غير محصنة وكل من أراد دخولها والإستيلاء على كنوزها لا يجد عائقًا عن ذلك (بستان الرهبان طبعة دار النسخ والتحرير القبطية ص 13)".
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هي الممارسات الروحية التي يمكن أن تساعدني على اكتساب الوضوح في علاقتي
إن علاقة الإنسان بالله تتوطد من خلال الممارسات الروحية التفاعلية
رخاوة القلب تقود الأنسان للتخلى عن الممارسات الروحية.
لا تخش صعوبة الوصية او الممارسات الروحية
أهمية الأفراز والحكمة في حياة المؤمن المسيحى


الساعة الآن 10:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024