فقالوا: أَيضاً لِلَأعْمى: ((وأَنتَ ماذا تَقولُ فيه وقَد فَتَحَ عَينَيكَ؟)) قال: ((إِنَّهُ نَبِيّ)).
تشير عبارة "فقالوا: أَيضاً لِلَأعْمى" إلى هدف وقوف كل من الحِزْبين على ما يسند قوله اعترافا منهما أن الَأعْمى المُعافى يعلم أكثر مِمَّا يعلمه غيره. أمَّا عبارة "وأَنتَ ماذا تَقولُ فيه وقَد فَتَحَ عَينَيكَ؟" فتشير إلى طلب الفِرِّيسيِّينَ من الَأعْمى المُعافى أن يصرّح عن اعتقاده بيسوع، بغيةً أن يفضّ الخِلاف بين الجماعة المتنازعة؟؛ أمَّا عبارة " إِنَّهُ نَبِيّ" فتشير إلى تأكيد أنَّ يسوع هو مُرسل من الله، ويتكلم ويعمل باسم الله، وله سلطان يفوق الطاقات البَشَرِيَّة، كما اعترفت فيه السامرية (يوحنا 4: 19). وكانت شهادته الجريئة والصادقة خِلاف قول أغلب مَجلس الفِرِّيسيِّينَ أنَّ " لَيسَ هذا الرَّجُلُ مِنَ الله " (يوحنا 9: 16). ونحن هل نخاف قول الحقيقة، وهل نقول ما نعَرَفَه وما نحن متأكدون منه دون خوف من الآخرين؟