رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كاتب سفر دانيال وتاريخه يؤكد السفر نفسه على أن كاتبه بالروح القدس هو دانيال النبى، فهو الذى أعطاه الله الرؤى والإعلانات الإلهية وهو الذى دون السفر. ويتحدث عن نفسه فى الجزء الثانى من السفر (ص 7-12) بضمير المتكلم، ويقول "كنت فى رؤياى(1)"، "أما أنا دانيال(2)"، "ظهر لى أنا دانيال رؤيا(3)"، "أنا دانيال فهمت من الكتب(4)"، "وبينما أنا أتكلم(5)"، "فقال لى (الكائن الملائكى) اذهب يا دانيال(6)". وهكذا يتكلم فى كل أجزاء هذا الجزء بضمير المتكلم. وقد أجمع العلماء فى جميع المدارس الفكرية والتفسيرية، الخاصة بسفر دانيال، أن كاتب السفر ككل هو شخص واحد، وبالتالى يكون دانيال النبى هو كاتب السفر كله، فالجزء الأول (ص1-6) ضرورى جداً ولازم لفهم الجزء الثانى، فهو يعتبر كمقدمة له. كما أن الإصحاح الثانى من السفر يحتوى على نفس موضوع ومغزى وجوهر الإصحاح السابع. إلى جانب التماثل فى الأسلوب واللغة، فقد كتب الجزء الأول بالعبرية والآرامية، وكتب الجزء الثانى أيضا بالآرامية والعبرية، كما يتماثل الجزءان فى العبارات والأشكال اللغوية، وبالإجمال تدل لغة السفر وأسلوبه على أن الكاتب واحد. أما عن استخدام الجزء الأول لضمير المخاطب فى الكلام عن دانيال النبى فلا يدل على وجود كاتب آخر لهذا الجزء غير دانيال النبى، فهذا شئ مألوف وطبيعى سواء فى لغة الكتاب المقدس أو فى لغة الكتاب القدماء المعاصرين للأنبياء؛ فقد تكلم موسى النبى فى أسفاره الخمسة عن نفسه بضمي المتكلم وضمير الغائب(7)، "وكان هذا الأسلوب شائعاً فى الكتابة المصرية فى عصر موسى النبى فكان الملوك يحيون ذكرى انتصاراتهم بنقشها على حوائط المعابد وكانوا يستخدمون ضمير الغائب أحياناً وضمير المتكلم فى أحيان أخرى. فقد كتبت لوحة الكرنك الإحصائية وحوليات تحتمس الثالث التى نشرت فى كتاب "سجلات الماضى" ج 9:2-18 … بضمير وصيغة الغائب … وكتب زيدوفون وقيصر تورايخهم التى كانوا هم أنفسهم أبطالها بضمير الغائب … وكذلك نبوخذ نصر ملك بابل كان يخاطب شعبه عن نفسه بضمير الغائب "نبوخذ نصر ملك بابل راعى الشعوب(8)". أما تاريخ وزمن كتابة السفر فنستخرجه من أقوال دانيال النبى نفسه إذ يقول أنه كان فى الحكم "إلى السنة الأولى لكورش الملك(9)"، وهذا يدل على أنه كتب السفر بعد هذه السنة الأولى التى لكورش. وفى رؤياه الثالثة يقول أنها أُعلنت له "فى السنة الثالثة لكورش ملك فارس(10)"، أى سنة 536 ق.م. وبالتالى يكون قد كتب سفره فيما بين 536-530 ق.م.، وهو فى حوالى سن التسعين من العمر؛ فقد أُخذ دانيال إلى بابل سنة 605 ق.م.وهو فى حوالى السادسة عشر ورأى رؤياه الثالثة فى حوالى سن 86 سنة وانتقل من هذا العالم وهو فى حوالى سن 90 سنة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دانيال النبي | الرؤى والنبوات |
دانيال وسفر النبوات الإلهية |
دانيال وسفر الرؤى والإعلانات الإلهية |
دانيال وسفر الإيمان |
دانيال وسفر الرؤى والنبوات والمعجزات |