هي فتاة وثنية أخذ الله زوجها، وأخذه في ميعة الصبا وريعان الشباب، وتركها أرملة لم تهنأ بالحياة، فهل يستطيع الإيمان الصحيح أن يثبت؟ كاد إيمان جون برايت الخطيب الإنجليزي العظيم أن يضيع، وهو جالس إلى جانب زوجته المحتضرة، إذ عاد بذكراه إلى الأيام القصيرة الهانئة التي قضياها، وكيف أن الله سيحرمه من أجل سعادة تمتع بها،.. تينسون الشاعر الكبير، حين مات صديقه العزيز هتف به صوت محزن يدعوه إلى ترك الإيمان، لأنه يكاد يراها قسوة كبيرة من المولى أن يفقد صديقه... وكثيرون ضاع إيمانهم لأن يد القدير اشتدت عليهم وقصفت أعواد آمالهم من أبناء أو آباء أو أزواج، لكن راعوث فقدت زوجها، وفقدته شابًا، وعلاقتهما على ما يظهر من لغة الكتاب كانت صافية قوية حلوة. ومع ذلك لم ينحن إيمانها ولم يترنح أو يتبدد، ولعلها بذلك تنادي المحزونين جميعًا من أبناء الله وبناته ألا يفرطوا في أحزانهم بالكيفية التي تقلل من شركتهم مع الله.