|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أكاليل الأبرار 16 أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَسَيَحْيَوْنَ إِلَى الأَبَدِ، وَعِنْدَ الرَّبِّ ثَوَابُهُمْ، وَلَهُمْ عِنَايَةٌ مِنْ لَدُنِ الْعَلِيِّ. 17 فَلِذلِكَ سَيَنَالُونَ مُلْكَ الْكَرَامَةِ، وَتَاجَ الْجَمَالِ مِنْ يَدِ الرَّبِّ، لأَنَّهُ يَسْتُرُهُمْ بِيَمِينِهِ وَبِذِرَاعِهِ يَقِيهِمْ. 18 يَتَسَلَّحُ بِغَيْرَتِهِ وَيُسَلِّحُ الْخَلْقَ لِلاِنْتِقَامِ مِنَ الأَعْدَاءِ. 19 يَلْبَسُ الْبِرَّ دِرْعًا وَحُكْمَ الْحَقِّ خُوذَةً، 20 وَيَتَّخِذُ الْقَدَاسَةَ تُرْسًا لاَ يُقْهَرُ، 21 وَيُحَدِّدُ غَضَبَهُ سَيْفًا مَاضِيًا، وَالْعَالَمُ يُحَارِبُ مَعَهُ الْجُهَّالَ. 22 فَتَنْطَلِقُ صَوَاعِقُ الْبُرُوقِ انْطِلاَقًا لاَ يُخْطِئُ، وَعَنْ قَوْسِ الْغُيُومِ الْمُحْكَمَةِ التَّوْتِيرِ تَطِيرُ إِلَى الْهَدَفِ. 23 وَسُخْطُهُ يَرْجُمُهُمْ بِبَرَدٍ ضَخْمٍ، وَمِيَاهُ الْبِحَارِ تَسْتَشِيطُ عَلَيْهِمْ، وَالأَنْهَارُ تَلْتَقِي بِطُغْيَانٍ شَدِيدٍ. 24 وَتَثُورُ عَلَيْهِمْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ زَوْبَعَةٌ تُذَرِّيهِمْ، وَالإِثْمُ يُدَمِّرُ جَمِيعَ الأَرْضِ، وَالْفُجُورُ يَقْلِبُ عُرُوشَ الْمُقْتَدِرِينَ. إن كان الأشرار ليس لهم ذكر دائم، فإن الأبرار يحيون مع السيد المسيح إلى الأبد، هذا الذي يطوِّبهم، قائلًا: "طوبى للحزانى الآن لأنهم يتعزون" (مت 5: 4). ويقول الرسول: "ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا" (عب 12: 1)، حتى ننعم بأمجاد السماء التي لا يُعبر عنها. أما الأبرار فسيحيون للأبد، وعند الرب ثوابهم، ولهم عناية من لدن العليَّ. [15] يحاول الحكيم أن يصور الحالة المطوَّبة التي يتمتع بها الأبرار في يوم الرب. من بين ما يتمتعون به: أ. الحياة الأبدية، "سيحيون للأبد" ما هي هذه الحياة الخالدة التي لا يقدر الموت أن يقترب إليها، إلا ذاك الذي قال: "أنا هو الحياة". هذا الذي مات مرة واحدة بالجسد بإرادته، إذ قال: "لي سلطان أن أضعها" (يو 10: 18). ما كان يمكن للموت أن يقترب إليه، لو لم يسلم نفسه خلال حبه لكل البشرية وطاعته للآب ليدخل - كما يقول القديس مار أفرام السرياني - إلى معدة الموت ويفجِّرها، ويُخرج الذين سبق فأسرهم إبليس في الجحيم. نناله هنا على الأرض، فلا يقترب الموت إلى نفوسنا، ونلتقي معه وجهًا لوجه، فلا يقدر الموت بعد أن يلمس أجسادنا المجيدة التي على صورة جسد ربنا القائم من الأموات. ب. "عند الرب ثوابهم"، فإن أعظم ما يناله المؤمن، أنه يجد ثوابه هو الرب نفسه، يقدم له مما عنده، حيث يتمتع بالشركة في المجد السماوي. ج. لعل إدراك المؤمن المكلل في السماء أنه يكتشف في أعماق جديدة عناية الله التي ليس فقط لا تتوقف في السماء، بل يبقى المتمتعون بالسماء يدركون دفء الحضن الإلهي، ويبقون إلى الأبد يتمتعون بأسرار جديدة تتكشف أكثر فأكثر! |
|