رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سرقة كابلات «المترو» فى «عز الضهر» عندما تتوقف قطارات مترو الأنفاق عن السير لمدة دقائق، وتزدحم المحطات بالركاب، ويظهر السخط على وجوه الحاضرين، فاعلم أن أمرا خطيراً قد حدث، لا تستبعد ساعتها أن تكون كابلات الإشارة بخطوط المترو قد سرقت، على الأقل لأنها أضحت فى حكم الظاهرة التى تتم بشكل شبه يومى، دون أن تجد من يحدّ منها، أو يحاربها. «الوطن» طافت محطات المترو، واستمعت إلى عدد من العاملين فيه والمسئولين عنه فى محاولة للوصول إلى الأسباب التى تجعل كابلات المترو عرضة سهلة للسرقة المستمرة. «ع.ح»، أحد العاملين بمحطة جامعة القاهرة بالخط الثانى للمترو، فضل عدم الإفصاح عن اسمه خوفاً من التعرض لأى مساءلة، يقول: «قبل ثورة يناير كانت حوادث سرقة كابلات كهرباء المترو نادرة جدا، فمنذ تعيينى بالشركة فى عام 1996 لم تحدث سوى حادثتين فقط، لكن بعد ثورة يناير فإن الحوادث أصبحت بشكل شبه أسبوعى وأحيانا شبه يومى، يستغل البلطجية غياب الشرطة وحالة الانفلات الأمنى ويقومون بالتسلل إلى مسار الخط الثانى المجاور لشريط السكة الحديد من منطقة البحوث وحتى المنيب، هم بالتأكيد محترفون ولديهم أدوات تمكنهم من السرقة». يشير الرجل بيده إلى المنطقة الواقعة بين محطة جامعة القاهرة وبين نفق المترو قبل محطة البحوث ويقول: «منذ فترة دخل البلطجية النفق وسرقوا الكابل من هناك. مسئولية تأمين خط المترو تقع على عاتق الشرطة التى تقوم بعمل كمائن ثابتة بين المحطات لمنع تسلل المسجلين خطر إلى مسار الخط، لكنها تقصر فى عمل الكمائن ليلاً وفى ساعات الصباح الأولى، خاصة فى الفترة التى يتوقف فيها مترو الأنفاق عن العمل». يضيف الرجل الأربعينى: «معظم السرقات تتم فى الفترة ما بين 2 إلى 4 صباحاً، يخترقون سور السكة الحديد الخرسانى ثم يعتلون سور مسار المترو الحديدى الذى يجاوره ويسرقون الكابلات، ويبيعونها لبائعى الخردة، وأنا دورى إبلاغ رئيسى فى العمل وليس الشرطة، فقط أبلغ أمين الشرطة الموجود بالمحطة ليبلغ قياداته. البلطجية يقفزون من فوق كوبرى ثروت ومن فوق السور، بيقطعوه ويعدوا منه». السيد فؤاد، سائق قطار بالخط الأول للمترو، يقول «لو نزلت المحطات مش هتلاقى عسكرى فيها، والكماين ضعيفة جداً»، يتعجب الرجل قائلاً «مرة بلطجى جرى ورا عسكرى قدام الكمين عشان يبعده عن المكان، والعسكرى طبعاً مش مسلح ولا يقدر يمنع البلطجى من اقتحام الخط، أكثر المناطق التى تتم سرقة كابلات الإشارة فيها هى الأماكن العشوائية خاصة عزبة النخل وعين شمس، والمعصرة قبل محطة حلوان»، يواصل سائق القطار حديثه منفعلاً: «الأدهى من ذلك والأمرّ أن البلطجية يسيرون أمام القطارات بطول الخط، ويقطعون الكابلات ويضعونها على قضبان المترو حتى يمر القطار عليها بسرعته ويقطعها، والسائق لا يستطيع رؤية كابل قطره 6 سم لكن نقوم بإبلاغ غرفة التحكم المركزية عن ذلك وهى بدروها تقوم بإبلاغ الشرطة»، يصمت السائق قليلاً قبل أن يقول «لو الشرطة مسكته بيروح النيابة بيطلع من هناك بحجة إن الشرطة بتتبلى عليه وبيرجع يسرق الكابل تانى». يستطرد سائق القطار الخمسينى قائلاً «سرقة كابلات الإشارة تؤدى إلى تعطل السيمافورات وتعطينا إشارة حمراء وبالتالى نعمل بشكل يدوى عن طريق تلقى المكالمات من غرفة التحكم، تأخر القطار 3 دقائق عن موعده يؤدى إلى توقف حركة السير نصف ساعة كاملة لأن تعطل أى قطار يؤدى إلى توقف القطارات من أمامه ومن خلفه، حرصاً على عدم زيادة فترة التقاطر بين القطارات والتى تتسبب فى إحداث حالة من التكدس داخل المحطات». يضيف فؤاد فى مرارة: «النهارده مات عيلين كانوا راكبين بين العربيات فى عزبة النخل وحدائق المعادى، ووقعوا تحت عجل القطر، ومن يومين تعطل الخط الأول للمترو بسبب ركوب شابين غرفة القيادة الوسطى ولعبوا فى الفيوز اللى بتربط القطر وبعدين وقف ساعة ونص وطبعا الشوارع بقت زحمة والناس اتأخرت عن شغلها، وده دليل إن ما فيش شرطة». من جانبه يقول محمد بدوى، مساعد رئيس الهيئة للبنية الأساسية والصيانة: «قمت بتخصيص فرقتين من عمال الصيانة لإصلاح كابلات الإشارة والتحكم المسروقة بسبب كثرة الحوادث، عدد عمال الفرقة الواحدة 8 عمال، كما أن أقل عملية صيانة تتكلف ما بين 1000 و2000 جنيه. إصلاح أعطال كابلات الإشارة يتم غالباً فى فترة توقف المترو بعد منتصف الليل، لكن بعد تعدد السرقات نضطر حالياً بالمغامرة بحياتنا للحام كابلات الإشارة واستبدال المسروق منها فى وقت عمل المترو ومرور القطارات بالخطوط، وهذا بلا شك يمثل خطراً كبيراً على حياتنا. وفترة عمل الصيانة تبدأ من 11 مساءً وحتى الخامسة صباحا لكن نتأخر حتى العاشرة لإصلاح أى أعطال ناتجة عن السرقة فى وقت التوقف». يضيف مدير الصيانة: «إن محطات السيدة زينب والملك الصالح والمرج وعزبة النخل ودار السلام وفيصل والمنيب من أكثر المحطات تعرضاً للسرقة، عمال الصيانة لا يقومون بتركيب وإصلاح كابلات الإشارة والتحكم فقط بل يقومون بصيانة السكة الحديد وتركيب موانع حديدية على جانبى الخطوط لتعلية السور لمنع اللصوص من اقتحام مسار القطار.. منذ أسبوع قام اللصوص بسرقة كابلات إشارة بين فيصل ومحطة جامعة القاهرة لمدة 4 أيام متوالية، كل ما نركب كابلات جديدة يسرقوها فقمنا بتعلية السور وبقى عامل زى المغارة، أبلغنا الشرطة لكن ما عملتش حاجه واتسرق 4 مرات». يتابع «بدوى» حديثه غاضباً: «عندما يظهر قطع الكابلات فى شاشة غرفة التحكم نقوم بإرسال مندوب فى منطقة السرقة ليعاين حجم الخسائر ويقيم الاحتياجات، ثم ننتقل فوراً إلى هناك لإصلاح العطل، ولإعادة حركة التقاطر إلى سرعتها الطبيعية لأن غرفة التحكم تلجأ إلى التشغيل اليدوى لتسيير القطارات، ومع ذلك لم نقدر حجم خسائر الشركة من سرقة الكابلات حتى الآن لتكرارها بشكل غريب، وبعمل تحليل لعمليات السرقة سيتبين لنا أن المحطات السطحية الأكثر عرضة للسرقة والبلطجة لأن اللص أحياناً بيخاف يدخل النفق». ويعلق المهندس عبدالله فوزى، رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو، على سرقة الكابلات قائلاً: «إن أغلبية حوادث السرقة تتم فى الأماكن المتطرفة، ورغم ارتفاع سور المترو الذى يصل فى بعض الأماكن إلى 6 أمتار فإن اللصوص يقتحمون مسار المترو، والمشكلة تكمن فى ملاصقة شريط السكة الحديد للمترو فى الخط الثانى»، وأوضح أن عدد حالات السرقة زاد بنسبة 60% بعد ثورة يناير بسبب الانفلات الأمنى قائلاً «نقوم مراراً وتكراراً بإبلاغ الشرطة عن حالات السرقة لكن تحركها ضعيف جداً، فمن المفترض وجود كمائن تأمين بين المحطات داخل مسار المترو لكنها لم تمنع اللصوص من السرقة». يضيف رئيس الشركة: «منذ أسبوعين قام سائق آخر قطار بالإبلاغ عن أحد اللصوص كان يقوم بسرقة كابلات الإشارة: «حشره فى السكة وبلغ عنه الشرطة وقبضت عليه.. دول بيقصوا الكابلات بمقصات، رغم إن الكهربا فى كابل الإشارة أكتر من 40 فولت». سرقة كابلات الإشارة والتحكم واقتحام الطلاب لكبائن القيادة الوسطى يشل حركة المترو ويؤخر الركاب ويكدس جميع المحطات كما يؤدى إلى خسائر مادية كبيرة، فثمن متر الكابلات حوالى 6 آلاف جنيه، لأن بداخله نحاسا نقيا جدا لكن اللصوص بالتأكيد لا يقدرون ثمنه ويبيعونه بأبخس الأثمان فى الخردة. الوطن |
|