خبراء يحذرون اثيوبيا تدس السم فى العسل

[Mary Naeem]

خبراء يحذرون اثيوبيا تدس السم فى العسل

الدستور
جاءت كلمة رئيس الوزراء الإثيوبي "هيلى مريام ديسالين"، أمس الإثنين، أمام البرلمان الإثيوبي، لتثير الشكوك حول جدية الموقف الإثيوبي من بناء سد النهضة وخاصة بعد التأكيد على الاستمرار في بنائه بالمواصفات الحالية، واعتبر خبراء الشأن الإفريقي الكلمة محاولة لتهدئة الأوضاع وكسب مزيد من الوقت حتى تفاجئ مصر بأن السد أصبح حقيقة واقعة.
وقال رئيس الورزاء الإثيوبي، إن المفاوضات بين القاهرة وأديس أبابا حول سد النهضة لن تكون سهلة، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأ مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، وبلاده ماضية في بناء سد النهضة، مع مراعاة عدم الإضرار بمصر.
قال نادر نور الدين، ان كلمة رئيس الوزراء الاثيوبى ورئيس البرلمان تؤكد ان الجانب الإثيوبي يسير فى طريقه، نحو بناء سد النهضة، ومحاولة لاستنزاف الوقت واحتواء مصر، خاصة بعد التأكيد على أنهم مستمرون في البناء دون تغيير في الماوصفات أو انتظار حتى انتهاء المفاوضات مع مصر.
وأضاف الطريق الآن يسير في غير صالح مصر، لأن الجانب الإثيوبي يعد نفسه صاحب خبرة في مجال التفاوض مقابل الدبلوماسية المصرية، وحذر من اتباع أثيوبيا أسلوب التسويف لحين انتهاء بناء السد والمقرر تشغيل المرحلة الأولى منه في أكتوبر القادم بتوليد 800 ميجا، على أن ينتهي السد في 2017.
وشدد على ضورة سرعة الترحك حتى لا تدخلنا اثيوبيا فى تشكيل لجان استشارية غير ملزمة، فنحن امام مهمة واحدة وهى تغيير ارتفاع السد والسعة التخزيينة الى 95 بدلا من 145، مشيرا الى انه لا يوجد تغيير فى الموقف الاثيوبى حتى الان ولا توجد سوى نية التصريحات.
واشار الى انه لا يمكن الاستناد الى الوعود الاثيوبية، لان موافقة مصر على بناء السد تعنى موافقة ضمنية على بناء 4 سدود اخرى خلف سد النهضة، لاذ فلابد من سرعة تدويل القضية لصالح عدالة الموقف المصرى، والحشد الدولى للضغط على اثيوبيا، وتشكيل لجنة دلولية لمعاينة السد يكون رأيها ملزم، خاصة وان الجانب الاثيوبىلن ينصاع بسهولة لانهم قرروا مصادرة ماء النيل لصالحهم.
وقال لابد عدم الانتظار لحين انتهاء المفاوضات فأثيوبيا تدس السم فى العسل، لمحالوة تهدئة الرأى العام العالمى.
وقال ايمن شبانة، الباحث فى الشئون الافريقية، ان كلمة رئيس الوزراء الاثيوبى تأتى فى اطار من الاجواء الودية التى حاولت مصر ان تدعمها فى العلاقة مع اثيوبيا منذ حضورالرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة الافريقية، مشيرا الى ان الكلمة تعبير عن حسن نوايا لا اثر لها على الارض، فالجانب الاثيوبى لم يقدم اى شئ يعتد به فيما يخص الازمة سوى التصريحات البراقة.
واكد ان اثيوبيا تحاول احتواء الموقف وتهدئة الوضع مع مصر وكسب مزيد من الوقت لصالحها، حتى تفاجئ مصر بان سد النهضة أصبح واقعا ملموسا، لذا لابد ان يكون التفاوض له سقف زمنى محدد لا يتجاوز الثلاثة اشهر، وكذلك الحصول على تعهدات مكتوبة بتغيير مواصفات السد، واذا تم بالمواصفات الحالية يتم وقف بناء السد مؤقتا، وأيضا الية جديدة لبناء الثقة تاتى فى اطار تصور شامل للامن المائى لدول حوض النيل.
أشار الى ان اثيوبيا تحاول تهدئة الاوضاع وكسب الوقت دون الا لتزام بشئ مع الارض، وتتعامل مع الملف بنفس ادراتها للموقف مع كينيا وبنائها 5سدود على نهر اومو، والذى سبب فى تشريد ما يقرب من 200 الف مواطن كينى.