فَهَتَفَت بِأَعلى صَوتِها: مُبارَكة أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكة ثَمَرَةُ بَطنِكِ"
"مُبارَكة أَنتِ في النِّساء!" فتشير إلى احدى صفات مَريَم أنها مُبارَكة لإنعام الله عليها بالبركة التي لم يَهبْها لغيرها من النِّساء، وذلك بسبب نعمة أمومتها الحقّة، حيث أصبحت حوّاء الجديدة التي نالت البركة والحياة بدل حوّاء الأولى التي استحقت اللّعنة والشّقاء، كما ورد في سفر التَّكوين (3: 16). حوّاء ماتت بسبب رغبتها المُتكبّرة في أكل ثمرة الحياة، ومَريَم العذراء أطاعت الرَّبَّ فحلّت ثمرة الحياة في أحشائها، ثمرة دعتها أَليصابات "مُبارَكة". وفى سفر يهوديت نجد نفس الـمُبارَكة "باركَكِ، يا بُنَيَّة، الإِلهُ العَلِيّ فَوقَ جَميع النِّساءِ اللَّواتي على الأَرض" (يهوديت18:13)، وهذه البركة تذكِّرنا أيضا في نشيد دبورة النَّبية "لْتُبارَكْ بَينَ النِّساءِ ياعيل، اِمرَأَةُ حابَرَ القَينِيّ" لِتُبارَكْ بَينَ جَميعِ السَّاكِناتِ في الخِيام!" (قضاة 5: 24).