رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يوجد من يهذر مثل طعن السيف، أما لسان الحكماء فشفاء" [ع 18] من يبث كلمات جارحة أو لطيفة - تحت مظهر المزاح والمرح - إنما يبث سمومًا، ويكون كمن يطعن الآخرين بالسيف، كما يطعن نفسه. أما الكلمات الجادة التي لها مسحة الروح الهادئ فتشفي الجراحات وتسند الآخرين، وأيضًا تبني نفسه. * الدالّة والمزاح والضحك تشبه نارًا تشتعل في قصبٍ وتُهلِك. أنبا أغاثون * لأننا لا نتحفظ من الزلاّت الصغار نقع في الكبار. فمثلًا ضحْك إنسانٍ في غير وقت الضحك يجرّ غيره إلى الضحك، ثم يقول: ما هو الضرر من الضحك؟ وحينئذٍ تبدأ مخافة الله تنقلع منه، ثم يتولد من الضحك المزاح، ومن المزاح الأقوال القبيحة، وهذهتنتج عنها الأفعال المذمومة. فالعدو المخادع يسهِّل علينا الزلاّت الصغار، ومنها يسحبنا إلى الخطايا الكبار، ومن هنا يقودنا إلى اليأس. فبهذا التدرُّج يستدرجنا إلى الأمور بطريقةٍ مستورة. فيجب علينا أن نطرد هواجسه من بدايتها وألاّ نتهاون بالصغائر لأنّ العدو يكمن فيها ليجرّنا إلى الكبائر. لأنه لو كان يحاربنا بطريقةٍ ظاهرةٍ لكان قتاله سهلًا علينا وقهره متيسِّرًا لنا، لكنه ينصب لنا كمائنًا وفخاخًا لا نقدر أن نتخلّص منها سريعًا. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|