رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عَيْنِي ذَابَتْ مِنَ الذُّلِّ. دَعَوْتُكَ يَا رَبُّ كُلَّ يَوْمٍ. بَسَطْتُ إِلَيْكَ يَدَيَّ [9]. ذاك الذي عيناه على المسكونة كلها، لا ينعس، ولا ينام، ضابط الكل، أحنى رأسه على الصليب، وأسلم الروح كمن في مذلةٍ. لم يدرك الصالبون أن يديه مبسوطتان ليضم كل من يرجع إليه، ويفتح بصيرته ليدرك الحق الإلهي، ويتعرف على الأسرار الأبدية. يرى القديس أغسطينوس أن عيني السيد المسيح الجسديتين لم تذبلا حتى في لحظات الصلب. فالعينان هنا هما تلاميذه، لأنه إن كانت الكنيسة هي جسد السيد المسيح، فإن عينيه يشيران إلى التلاميذ الذين نالوا نوعًا من الرؤية مثل القديس بطرس الذي أعلن له الآب عن المسيح أنه ابن الله الحي (مت 16: 16). بطرس هذا ضعُف في أثناء محاكمة السيد المسيح وآلامه وصلبه. أما عن بسط يديه طول اليوم، فيشير إلى بسط يديه على الصليب، أما تعبير "اليوم كله"، فقد اعتاد اليهود أن ينسبوا ما هو بعض إلى الكل، كالقول بأنه دُفن ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ. هذا ويرى القديس أغسطينوس بسط اليدين يشير إلى صنع الخير، إذ لم يتوقف قط عن عمل الخير، كصالحٍ. * "عيني ذابت (أعتمت) من الذل". أنا السليم بقوة لاهوتي صرت ضعيفًا من أجل خطايا البشر. * "دعوتك يا رب"، ليس فقط بصوتي، بل وأيضًا بقلبي. هذه هي بالتأكيد الطريقة التي بها يلزم أن ندعو الآب. نصرخ في قلوبنا: "يا أبّا، الآب" (غل 4: 6). "كل يومٍ بسطت إليك يديَّ". هذه شهادة من الكتاب المقدس استخدمها الرسول باسم المخلص في رسالته إلى أهل رومية (رو 10: 21). ها أنتم ترون أننا لسنا نفسر المزمور قهرًا (بتفسير من عندنا) وإنما نستخدم سلطان الرسول. إن كان استخدام شهادة عبارة واحدة باسم الرب، فلماذا لا نختار نحن أن نفسر كل المزمور هكذا في اسمه؟ القديس جيروم |
|