|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإبن الأكبر 1- إنَّ الابن الأكبر شابٌّ نشيط وجادّ ولكنّه حقودٌ ومتكبِّر. لقد اطَّّلع بانزعاجٍ شديد على خبر عودة أخيه. فعدَّد لأبيه أعماله وخدماته بالتفصيل, وعاتبه عتاباً قويَّاً, وألحَّ على ذكر ذنوب أخيه القبيحة, ورفض أن يدخل الدار ويسلِّم عليه تحت تأثير حقده وكبريائِه ورغبته في الانتقام منه. لقد أبدى الأب نحو ابنه الأكبر تنازلاً رائِعاً عندما أخذ يتوسَّل إليه.وعمِل كلَّ ما في وسعه ليُحرِّك في قلبه عاطفة الأخوَّة ويجعله يشعر بحلاوة المحبَّة التي يجب أنْ تقوم بين الإخوة الأشقَّاء. ولا نعرف ما إذا كان كلام الأب قد أثَّر في قلبه المتحجِّر. 2- إنَّ هذا الابن الأكبر يمثِّل بعض المسيحيين المتكبِّرين الذين يدَّعون التقوى والسيرة الحميدة, ولكنَّهم يستسلمون في قلوبهم إلى الحقد والكبرياء والتعالي والرغبة في الانتقام, ويحتقرون الآخرين, ويتململون في أنفسهم لأنَّهم يعتقدون أنَّ الله لا يُكافئهم على صلاحهم وحسن سيرتهم المكافأة التي يستحقُّونها, ويستغربون كلَّ الاستغراب أنَّه يغفِر للخطأة والفُجَّار خطاياهم ويغمرهم بنِعَمٍ غزيرة لا تليق بسلوكِهم الخاطئ. 3- إنَّ الله يعرف ما في قلوب الناس من ميول شرّيرة ومن عواطف الحسد والتشفِّي والمنافسة الشديدة التي تدفعهم إلى أن ينتقمَ بعضُهم من بعض لأقلِّ هفوةٍ تصدر عنهم. فإنَّ هذه العواطف القبيحة التي تتأجَّج في صدورهم مظهرٌ من مظاهر ضَعف الطبيعة البشريَّة الميَّالة إلى الشرّ بسبب تأثير الخطيئة الأولى التي ورثنا نتائجها الوخيمة من سقطة أبوينا الأوَّلَيْن. ولذلك فإنَّ الله يبقى أباً غفوراً حنوناً على الجميع لا يرفض أحداً من البشر, بل يغمر الناس كلّهم بعطفه, ويغفِر لهم زلاَّتهم عندما يعودون إليه تائبين. |
|