رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قبل شفاء الأَبرَص جسديا " مَدَّ يسوع يَدَه " نحوه ولمسه كعلامة لخلاص الربّ كما يترنَّم صاحب المزامير "تمدّ يدك فتخلّصني يمينُك" (مزمور 138: 7)، وهذه الحركة تتردَّد في سفر الخروج، وبه يخلّص الله شعبه (خروج 3: 5؛ 7: 5)؛إنّه الله الذي يتابع عمله في تاريخ الإنسان على النحو ذاته. إنّه عمل خلاصيّ يقوم به يسوع الآن تجاه الأَبرَص، إنه يلمس "النَجِس" الذي لا يجرؤ أحد على الاقتراب منهُ بسبب الخوف أو الاشمئزاز، وهذا ما فعله القديس فرنسيس الأسيزي الذي في سعيه لمقاومة شعوره بالنفور تجاه الأَبرَص الذي التقاه، عاد على أعقابهِ ليُقبّلهُ. وبهذه الطريقة شفى يسوع أولًا قلب الأَبْرَص وروحهُ إذ جعله يشعر بأنّه هو أيضًا ثمين في نظَر الله، وأنّهُ لم يعُدْ منبوذًا او غير مقبول ومُبعد. فهدم يسوع بمدِّ يديه الحواجز القائمة بين الطاهر والنجس وأعاد المُعوزين والمُبعدين الى ذويهم ومجتمعهم وجماعتهم الدينية. فكانت لمسة يسوع تشفي الجسد، ولكن كلامه يشفي الروح وتهدم الحواجز. هذه هي البشرى السارة، بشارة الانجيل، ان يسوع يخاطر بحياته لأجل كل انسان مريضٍ وضائعٍ ومبعدٍ وخاطئٍ ليُنقذه وليُعيد إليه الشفاء والحياة والرجاء. |
|