منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 05 - 2013, 08:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

اسكندر النحاس وجزاؤه
اسكندر النحاس وجزاؤه

يقول الرسول بولس عن الرجل : « ليجازه الرب حسب أعماله » وهى عبارة أثارت الكثير من الجدل والنقاش !! .. كيف يجوز للرسول أن يقول مثل هذا القول ، وأية عاطفة كانت تسيطر عليه وقتئذ ، ... وهل يجوز للمسيحى أن يطلب نقمة اللّه على الأشرار أو الأعداء !! .. فى الكثير من الترجمات ترد ترجمة النص بالصورة الآتية : « سيجازيه الرب » فالفعل عندهم منصرف إلى المستقبل ، وقد أخذ الكثيرون من الأباء بهذه الترجمة ، ويتفق معهم الكثيرون من الشراح ، وهم يقولون إن بولس لم تسيطر عليه عاطفة الغضب بقدر ما سيطرت عليه عاطفة الحزن ، وهو لا يحمل فى قلبه شيئاً شخصياً ضد الرجل ، ... وهو الإنسان المقدس الذى تعمق فى الشركة مع اللّه ، ويعلو على الحقد والكراهية والضغينة والانتقام ، ولا يمكن أن تسيطر عليه عاطفة التشفى أو الثأر أو الشماتة التى تجتاح الكثيرين ممن عذبهم الآخرون عذاباً جسمانياً أو نفسياً أو روحياً،... وإن الرجل الذى كان يقطر دماً ، ويئن من جراحه فى سجن فيلبى ، ومع ذلك يقول للسجان الذى عامله أقسى معاملة ، وهو يهم بقتل نفسه « لا تفعل بنفسك شيئاً ردياً » ، .. مثل هذا الإنسان لا يمكن أن تسيطر عليه العاطفة التى تجعله يكتب آخر كلمات له على الأرض ، وهو يحمل ضغينة شخصية فى قلبه ، لأى مخلوق كيفما كان ومهما فعل !! ... لكن بولس وهو يعلم - على ما يذهب إليه هؤلاء المفكرون - أن اسكندر النحاس مازال فى شره ، وسيتوقع منه الكثير - ضد تيموثاوس وعمل اللّه فى أفسس ، وهو يحذر تلميذه من خطر هذا الأفعوان أراد أن يشجع التلميذ أكثر من أن يصب شخصه على الباغى ، فأكد له بروح النبوة أن جزاءه العتيد لابد أن يتم ، وأنه لا مهرب من هذا الجزاء ، ... فإذا كان الشرير يتمادى فى شره ، وأنه كلما عومل معاملة أرق وأجمل ، كلما ازداد وحشية وشراسة ، فإن الحقيقة المؤكدة هى أن عدالة اللّه الساهرة ، هى له بالمرصاد ، وستوقع به إن آجلا أو عاجلاً ، ... وأن عمل اللّه لا ينبغى أن يتوقف أو يتراجع ، مهما بغى الباغون ، أو اشتط المضطهدون : « لأن فوق العالى عالياً يلاحظ، والأعلى فوقهما » ( جا 5 : 8 ) .. فالكلمات عند هذا الفريق من المفسرين هى كلمات نبوية، ... على أن هناك من يقول إنه وإن كان لهذا الرأى قوته وسنده من المفسرين المتعمقين ، إلا أننا لا يجوز أن نجرد الرسول من إحساسه بالغضب ، خصوصاً وأن هذا الغضب ليس به أدنى ذرة من مشاعر أنانية شخصية ، بل هو الغضب المقدس الممتلئ بالحزن والذى وصف به المسيح فى القول : « فنظر حوله إليهم بغضب حزيناً على غلاطة قلوبهم » ( مر 3 : 5 ) .. وهو الغضب الذى استولى عليه عندما طهر الهيكل ، بسوط من حبال ، .. وهو الغضب الذى يستند بنا عندما نرى بشاعة ما يفعل الأشرار ، وهم يحملون معاول الهدم ضد عمل اللّه العظيم فى الأرض !! .. كان بولس فى ذلك الوقت تحت تأثير هذا الغضب المتقد الحزين وهو يقول: «ليجازه الرب» ... وهو نفس الغضب الذى استولى على المرنم فى قوله : « ألا أبغض مبغضيك يارب وأمقت مقاوميك ؟ بغضاً تاماً أبغضتهم . صاروا لى أعداء » ( مز 139 : 21 ، 22 ) فإذا قال بولس بعد ذلك « ليجازه الرب » فهو يؤكد لتيموثاوس أن المؤمن لا يجوز له بتاتاً أن يرد أو يقاوم الشر بالشر ، ولكن عليه أن يسلم لمن يقضى بعدل !! ..
إن مأساة اسكندر النحاس فى الواقع هى مأساة كل شرير فى الأرض ، لا يعلم أن الشر كالخير كلاهما سيجد جزاءه فى الأرض ، وفى الأبدية أيضاً ، ولم يكن الرجل يعلم قط أن شروره الكثيرة ستتحول عاراً أبدياً يلحقه فى كل العصور ، ويكون جزاؤه الأبدى فى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت : « لأن خارجاً الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذباً !! .. ( رؤ 22 : 15)
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
انيسيفورس وجزاؤه
اسكندر النحاس
اسكندر النحاس ومقاومته لبولس
اسكندر النحاس وشروره
الْبَحْر الْمْسبُوك من النحاس | بحر النحاس


الساعة الآن 11:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024