|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* لأن غاية الله من خلقته لا أن يهلك الإنسان بل يحيا إلى الأبد، وهذه الغاية لا تزال كما هي، وإذ يرى أن يشع فينا صلاحه ولو بشرارة خفيفة من الإرادة الصالحة، فإنه يضرمها كما لو كانت خارجة من الحجر الصوان الصلد الذي لقلوبنا. أنه يثيرها ويتعهدها ويقويها بنسمته "الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحقّ يقبلون" (1تي4:2). لأنه "هكذا ليست مشيئَةً أمام أبيكم الذي في السماوات أن يهلك أحد هؤُلاءِ الصغار" (مت14:18)... الله صادق ولا يكذب، إذ يقسم قائلًا: "حيّ أنا يقول السيد الرب إني لا أُسَرُّ بموت الشرير، بل بأن يرجع الشرير عن طريقهِ ويحيا. ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئَة. فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل؟!" (حز11:33) إنه لا يريد أن يهلك أحد أصاغره، فكيف لا نكون مجدفين إن كنا نتصور أنه لا يريد كل البشر يخلصون بل بعضهم؟! فالذين يهلكون إنما يهلكون بغير إرادته، وهو يشهد ضد كل واحدٍ منهم يومًا فيومٍا قائلًا: "ارجعوا، ارجعوا عن طرقكم الرديئَة، فلماذا تموتون" (حز 11:33). وأيضًا: "كم مرَّةٍ أردت أن أجمع أولادكِ كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (مت37:23)، "فلماذا ارتد هذا الشعب في أورشليم ارتدادًا دائمًا. تمسكوا بالمكر. أبوا أن يرجعوا" (إر 5:8). إذن نعمة المسيح حاضرة بين أيدينا في كل يوم، وإذ هي تريد أن "جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" تدعو الجميع بغير استثناء قائلة: "تعالوا إليَّ يا جميع المُتعَبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت28:11). فلو لم يدعُ الجميع بل البعض فقط، لكانت النتيجة أن يكون الكل مثقلًا بالخطايا الأصلية (الجدية) والخطايا الفعلية، وإلا صار القول التالي غير صادق: "إذ الجميع أخطأُوا وأعوزهم مجد الله" (رو23:3)، وما كنا نصدق أن الموت قد عبر إلى جميع الناس (رو12:5). وإذ الهالكون يهلكون بغير إرادة الله، لهذا يمكننا أن نقول بأن الله ليس بصانع الموت، وذلك كشهادة الكتاب المقدس القائل: "إذًا ليس الموت من صنع الله ولا هلاك الأحياء يسرَّه" (حك13:1). الأب شيريمون |
|