|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يمكنني تحديد الاستياء في قلبي؟ يجب علينا أن ننمي روح الوعي الذاتي والتأمل في الصلاة. كما يصلي صاحب المزامير: "فَتِّشْنِي يَا ٱللهُ وَٱعْرِفْ قَلْبِي، وَٱمْتَحِنْ قَلْبِي وَٱعْرِفْ أَفْكَارِي ٱلْمُتَلَهِّفَةَ" (مزمور 139: 23). يجب علينا نحن أيضًا أن ندعو الروح القدس لينير خفايا قلوبنا، كاشفًا عن أي استياء قد يكون كامنًا فيها. إحدى العلامات الواضحة على الاستياء هي الشعور المستمر بالمشاعر السلبية أو الغضب أو الانزعاج تجاه شخص أو موقف ما، بعد فترة طويلة من مرور الإساءة الأولى. إذا وجدت نفسك تسترجع بشكل متكرر الإساءات السابقة، وتعيد تكرارها في ذهنك، وتختبر مشاعر الغضب أو الأذى المتجددة، فقد يكون هذا مؤشرًا على الاستياء. كما يحذرنا القديس بولس، "لا تخطئوا في غضبكم: لا تدعوا الشمس تغيب وأنتم غاضبون، ولا تعطوا لإبليس موطئ قدم" (أفسس 26:4-27). عندما نسمح للغضب أن يطول، يمكن أن يتحول بسهولة إلى استياء. مؤشر آخر للاستياء هو الرغبة في الانتقام أو رؤية الشخص الآخر يعاني. هذا يتعارض مع تعاليم ربنا بأن نحب أعداءنا ونصلي من أجل الذين يضطهدوننا (متى 5: 44). إذا وجدت نفسك تتمنى السوء لشخص أساء إليك، أو تشعر بالرضا عن مصائبه، فقد يكون هذا علامة على أن الاستياء قد استوطن قلبك. غالبًا ما يظهر الاستياء في صورة إحجام أو عدم القدرة على الاحتفال بنجاحات أو أفراح الشخص الذي آذانا. إذا كنت تجد صعوبة في أن تفرح بصدق في نجاحات أو أفراح شخص أساء إليك، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود الاستياء. وكما يحثنا القديس بولس: "افرحوا مع الفرحين وافرحوا مع الفرحين واحزنوا مع الحزينين" (رومية 12: 15). عندما يخيم الاستياء على قلوبنا، يصبح من الصعب القيام بهذا الواجب المسيحي للفرح والحزن المشترك. يمكن أن تكون الأعراض الجسدية أيضًا علامات على الاستياء. هل تشعر بالتوتر أو الإجهاد أو حتى الألم الجسدي عند التفكير في شخص أو موقف معين؟ غالبًا ما تتحمل أجسادنا ثقل أعبائنا العاطفية، ويمكن أن يظهر الاستياء في عدم الراحة الجسدية أو المرض الذي يؤثر على صحتنا الجسدية. وكما نقرأ في سفر الأمثال: "الْقَلْبُ الْمُبْتَهِجُ دَوَاءٌ جَيِّدٌ، وَالرُّوحُ الْمُنْكَسِرَةُ تُنَشِّفُ الْعِظَامَ" (أمثال 17:22). قد يظهر الاستياء في حديثنا وتصرفاتنا تجاه الآخرين. هل تجد نفسك تتحدث بشكل سلبي عن شخص معين، حتى عندما لا يستدعي الحديث ذلك في المحادثة؟ هل تميل إلى الإدلاء بتعليقات ساخرة أو لاذعة عنهم؟ يذكرنا يسوع قائلاً: "لِأَنَّ الْفَمَ يَتَكَلَّمُ بِمَا يَمْتَلِئُ بِهِ الْقَلْبُ" (لوقا 6: 45). غالبًا ما تخون كلماتنا الحالة الحقيقية لقلوبنا. وأخيرًا، انتبه إلى ردة فعلك عندما يُذكر اسم الشخص الذي آذاك أو عندما تصادفه بشكل غير متوقع. إذا شعرت بطفرة مفاجئة من المشاعر السلبية أو ضيق في صدرك أو رغبة عارمة في تجنبه، فقد تكون هذه علامات على وجود استياء. تذكر أن تحديد مشاعر الاستياء في قلوبنا ليس سببًا للخجل أو إدانة الذات. بل هي فرصة للنمو والشفاء والتقرب إلى الله. عندما ندرك هذه المشاعر، دعونا نرفعها إلى قدم الصليب، طالبين من ربنا الرحيم نعمة الغفران والتحرر من عبء الاستياء. |
|