كانت رسائل العهد الجديد، عدا رسائل القديس يوحنا، هي أول ما كتب في العهد الجديد، الإنجيل، فقد كُتبت بوحي الروح القدس وأرسلت إلى كنائس مختلفة لتقرأها جميع الكنائس بالتبادل، وذلك للإجابة على استفسارات الكنائس الناشئة ولشرح أمور طرأت نتيجة لنضج الكنائس نفسها واحتياجها إلى المزيد من المعرفة والمعلومات. وهذه الرسائل لم تكن مجرد رسائل شخصية عادية بل كانت موحى بها ورسالة المسيح نفسه لأنها تضم تعليمه قبل الصلب وحتى الصعود، كما كانت تضم تعليمه الذي أعطاه لرسله بعد صعوده إلى السماء سواء مباشرة كالرب الجالس عن يمين العظمة في السموات أو بروحه القدوس.
1- رسائل القديس بولس الرسول:
كتب القديس بولس الرسول رسائله بالروح القدس ودون فيها تعليم الرب قبل الصعود وبعده وكان محتواها وجوهرها كما بيننا في الفصل السابق وكما سنبين الآن هو نفس محتوى وجوهر الإنجيل الشفوى والإنجيل المكتوب بعد ذلك. ويؤكد الرسول في كل كلمة وكل حرف أنه لا يقول ولا يُعلم ولا يكتب إلا وصايا وتعليم الرب ووحي الروح القدس. وبالرغم من أنه لم ينقل وصايا الرب بصورة حرفية إلا أنه نقل مضمونها وجوهرها بكل دقة وبحسب ما علمه وأوحى له الروح القدس. وهذه أهم أقوال الرب قبل الصلب والقيامة والصعود مقارنة بما قاله الرب ودون في الإنجيل المكتوب حرفيًا.
رسائل القديس بولس
"وأما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها. وإن فارقته فلتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امرأته" (1كو 10:7-11).
فإن المرأة التي تحت رجل هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحي. ولكن إن مات الرجل فقد تحررت من ناموس الرجل. فإذًا ما دام الرجل حيًا تدعى زانية إن صارت لرجل آخر" (رو 2:7،3).
"هكذا أيضًا أمر الرب أن الذين ينادون بالإنجيل من الإنجيل يعيشون" (1كو 14:9).
"باركوا على الذين يضطهدونكم. باركوا ولا تلعنوا" (رو 14:12).
"لا تجازوا أحدًا عن شرٍ بشرٍ. معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس" (رو 17:12).
"لا يجازى أحدًا أحدًا عن شر بشر بل كل حين اتبعوا الخير مع بعضكم لبعض وللجميع" (1تس 15:5).
"أعطوا الجميع حقوقهم. الجزية لمن لهُ الجزية، الجباية لمن لهُ الجباية، والخوف لمن له الخوف. والإكرام لمن له الإكرام" (رو17:3)
"لا يوضع للأخ مصدمة أو معثرة" (رو 13:14).
"ليس شيئًا نجسًا بذاته إلا من يحسب شيئًا نجسًا فله هو نجس" (رو 14:14).
"لأنكم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء" (1تس 2:5).
"سالموا بعضكم بعضًا" (1تس 13:5).
"وأما أنت فلماذا تدين أخاك" (رو 10:14).
الإنجيل المكتوب
"من طلق امرأته وتزوج بأخرى يزنى عليها. وأن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر تزني" (مر 11:10، 12).
وأقيموا في ذلك البيت (الذي تكرزون لأهله) آكلين وشاربين مما عندهم لأن الفاعل مستحق آجرته" (لو 7:10).
"باركوا لاعنيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم" (لو 28:6).
"لا تقاوموا الشر بالشر" (متى 39:5).
"من سألك فأعطه. ومن أراد أن يقرض منك فلا ترده" (متى 42:5).
"أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (مر 17:12).
"من أعثر أحد الصغار المؤمنين لي فخير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر"
"ليس شىء من خارج الإنسان إذا دخل فيه يقدر أن ينجسه لكن الأشياء التي تخرج منه هي التي تنجس الإنسان" (مر 15:7).
"اسهروا إذًا لأنكم لا تعرفون في أية ساعة يأتي ربكم. وأعملوا هذا أنه لو عرف رب البيت في هزيع يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب" (متى 42:24،43).
"سالموا بعضكم بعضًا" (مر 50:9).
"لا تدينوا لكي لا تدانوا.. ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك" (متى 1:27،3).
2- رسالة القديس بطرس الرسول الأولى:
وهذه الرسالة كتبت بالروح القدس ودون فيها القديس بطرس ست فقرات من أقوال السيد المسيح معظمها من الموعظة على الجبل:
"إن عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم" (1بط 14:4).
"طوباكم إذا أبغضكم الناس وعيروكم" (لو 22:6).
"طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين" (متى 11:5).
"غير مجازين عن شرٍ بشرٍ وعن شتيمةٍ بشتيمة بل بالعكس مباركين" (1بط 9:3).
"ولكم ضمير صالح لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح يخزون فيما يفترون عليكم كفاعلي شر" (1بط 16:3).
"لأن هذا فضل إن كان أحد من أجل ضمير نحو الله يحتمل أحزانا متألمًا بالظلم. لأنه أي مجد هو إن كنتم تُلطمون مخطئين فتصيرون. بل إن كنتم تتألمون عاملين بالخير فتصبرون فهذا فضل عند الله" (1بط 19:2-20).
"إن تألمتم من أجل البر فطوباكم" (1بط 14:3).
"وإن تكون سيرتكم بين الأمم حسنة.. يمجدون الله في يوم الافتقاد من أجل أعمالكم الحسنة التي يلاحظوها" (1بط 12:2)
"باركوا لاعنيكم" (لو 8:6).
"لا تقاوموا الشر بالشر" (متى 39:5)
"صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم" (لو 28:6).
"وإن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضل لكم. فإن الخطاة أيضًا يحبون الذين يحبونهم. وإذا أحسنتم إلى الذين يحسنون إليكم فأي فضل لكم. فإن الخطاة أيضًا يفعلون هكذا" (لو 32:6-33).
"طوبى للمطرودين من أجل البر" (متى 10:5)
"ليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (متى 16:5).
3- رسالة القديس يعقوب الرسول:
هذه الرسالة كتبها القديس يعقوب الرسول بوحي الروح القدس ودون فيها خمس فقرات كانت تفسيرًا وصدى لأقوال الرب، يقول في الأولى:"إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطى الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له" (1:5) وهذا تفسير لقول الرب عن الصلاة بإيمان: "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم" (لو 9:11).
ويقول في الثانية "أما أختار الله فقراء (هذا) العالم أغنياء في الإيمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه" (5:2)، وهذا صدى لقول الرب "طوباكم أيها المساكين لأن لكم ملكوت الله" (لو 20:6).
ويقول في الثالثة "اتضعوا قدام الرب فيرفعكم" (10:4)، وهذا جوهر ومضمون قول الرب "كل من يرفع نفسه يتضع من يضع نفسه يرتفع" (لو 11:14).
ويقول في الرابعة "هلم الآن أيها الأغنياء أبكوا مولولين على شقاوتكم القادمة" (1:5)، وهذا من تعليم الرب القائل "ويل لكم أيها الأغنياء. لأنكم قد نلتم عزاءكم" (لو 24:6).
ويقول في الخامسة "غناكم قد تهرأ وثيابكم قد أكلها العُث. ذهبكم وفضتكم قد صدئا" (2:5،3)، وهذا صدى لقول الرب "اكنزوا لكم كنوزًا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ" (متى 20:6).
ويقول في السادسة "لا تحلفوا بالسماء ولا بالأرض ولا بقسم آخر. بل لتكن نعمكم نعم ولاكم لا لئلا تقعوا في دينونة" (12:5)، وهذا جوهر ومضمون قول الرب "لا تحلفوا البتة. لا بالسماء.. ولا بالأرض.. ولا بأورشليم.. ولا تحلف برأسك.. بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير" (متى 34:5-37).